محمد الياسين - متابعات
نشر الموقع الالكتروني لقناة روسيا اليوم الناطقة
بالعربية تقريراً مفصلاً بخصوص الأزمة الروسية – التركية جاء بعنوان ( سيناريو
لحرب شاملة بين روسيا وتركيا ) ، تضمن حوارات مع خبراء عسكريين وسياسيين روسيين
كان قد أجراه موقع ( Politonline.ru ) المتخصص
بالشؤون الاستراتيجية.
خلص التقرير المثير للجدل إلى أن إمكانية حدوث حرب نووية
شاملة بين روسيا ودول الناتو من الإحتمالات القائمة ، في حال أستمرت أطراف الأزمة
في مواصلة إستخدامها لسياسة التصعيد في الأزمة الراهنة.
وكانت الروئ التي طرحت في هذا الإطار قد جاءت بناءاً على
المواقف السياسية الصادرة عن الزعماء في
كلا البلدين ، منها إشارة الرئيس التركي
رجب طيب أردوغان إلى أن بلاده ستخترق المجال الجوي لسوريا ، لكن في حال وجه الطراد
"موسكو" أو "إس – 400" ضربة لتركيا، فستبدأ الحرب.
وتساءل التقرير عن الكيفية التي ستبدو عليها الحرب
حينئذ؟ وما نتائجها وكيف يجب أن تدار؟ . من جهته أعتبر ميخائيل ألكسندروف الخبير
البارز في مركز الدراسات العسكرية والسياسية ، أن روسيا سترد بأستخدام أسلحة نووية
على الفور، لأن وجودها سيكون على المحك في حال أستمر التصعيد من الأطراف الأخرى.
وأضاف ألكسندروف
بأن الغرب وتركيا سيحاولون جر روسيا إلى حرب تشبه حرب شبه جزيرة القرم ، حيث سيجري
تصعيد بطيئ ، وستبدأ العمليات العسكرية في منطقة القوقاز وتدمير التجمعات الروسية
في سوريا ،وأن الغرب سينقل مجموعات (قتالية)
إلى تركيا وسينشر بعضا من الطيران الحديث ، معتقداً بأن حرب إستنزاف قوية ستتعرض
لها روسيا في حال تحقق هذا السيناريو.
ويرى
ألكسندروف أنه إذا ما اشتعلت الحرب مع
تركيا ستكون قوية وواسعة وسريعة، وحينئذ ستبدأ موسكو فورا بتوجيه ضربات نووية إلى البنية
التحتية الأساسية للمواقع العسكرية في تركيا، كالمقرات والمراكز الرئيسية للاتصالات
ومستودعات الذخيرة والمطارات والموانئ وذلك خلال الساعات القليلة الأولى من الحرب.
وأستطرد
بالقول : أن روسيا لن تكون بحاجة لأستخدام الصواريخ البالستية على نطاق واسع ، إلا
بضعة صواريخ منها لتدمير الدفاع الجوي التركي ، مشيراً إلى صواريخ ( إسكندر إم )
برؤوس نووية .
وأضاف الخبير
الروسي أنه عقب حدوث هذا السيناريو الحربي مباشرة ستتجه روسيا لأحتلال المضائق ،
موضحاً إن الغرب في هذه الحالة لن يكون لديه الوقت لفعل أي شيء وستكون البلدان الأوروبية
في رعب يجعلها لا تجرؤ على التدخل، وسيضع الأميركيين أمام خيارين اثنين: إما أنهم سيبدأون
حربا نووية استراتيجية مع روسيا من أجل تركيا، أو أن لن يفعلوا ذلك.
على صعيد
الملفات السياسية لتركيا عقب السيناريو الروسي ، رأى الكسندروف أن الأكراد
سيحتلون المناطق التابعة لهم ، وأرمينيا تحتل المناطق التي تعتبرها حق لها، كذلك
ينفصل العلويون في تركيا.كما أضاف بأن روسيا ستتجه خلال ذلك نحو إحتلال المضائق مع
تركيا ، فتكون من حصة روسيا بالكامل ، على حد وصفه .
من جانبه قال سيرغي
بيرماكوف نائب مدير مركز تاوري للمعلومات التحليلة ، أن تركيا لا تملك
الأمكانيات والقدرات العسكرية والتكنلوجية الكافية لمواجهة روسيا في هذه الحرب ،
مبيناً أن موسكو ستسخدم أسطولها البحري لتوجيه ضربات بعيدة المدى ، كذلك النظام
الروسي الخاص بالملاحة عبر الاقمار الصناعية ( غلوناس ) ، مشيراً إلى أن موسكو ستلجأ لأستخدام قاعدتها
العسكرية في سوريا لتوجيه ضربات إستراتيجية لتركيا.كما قلل بيرماكوف من
أهمية دور حلف شمال الأطلسي الناتو بدعم تركيا ، قائلاً : بأن الناتو سيحاول
التملص من مسؤولياته الرسمية تجاه تركيا بأعتبارها عضواً في الناتو كي لا يخوض
حرباً نووية ضد روسيا.
يذكر أن حلف
شمال الأطلسي ( الناتو ) قد أعلن مؤخراً موقفه الداعم لتركيا بالكامل ، عقب إرسال
موسكو لمنظومة الصواريخ ( أس – 400 ) إلى سوريا ، والتي أعتبرها مراقبون بأنها
تشكل خطراً وتهديدا كبيراً ليس فقط على تركيا وإنما على طائرات التحالف الدولي
خلال قيامها بعمليات عسكرية ضد تنظيم داعش في سوريا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق