ترجمة

السبت، 25 يونيو 2011

التزاوج اللامشروع في العراق بين .. الدين و المال والسياسة ، والطلاق الكبير بين الطبقة الفاسدة والشعب !

يستمد الدين الشرعية من الله خالق الكون رب السماوات والارض ، أي دين كان ، اسلام او مسيحية او يهودية ، لنشر الرسائل الالهية واشاعة الحق والمحبة والسلام والرحمة بين البشر، يستمد الدين وجوده واستمراريته من الناس وتتوارث عضاته ونصائحه وارشاده و سماته واخلاقياته بينهم من جيل الى اخر، من خلال إيمانهم برسالته السماوية .
 في العراق جاءت القوى والاحزاب الدينية بعد الاحتلال بمفاهيم ومسميات وافكار دخيلة على جوهر ورسالات واهداف الاديان السماوية ، إذ اختزلت قوى الاسلام السياسي الدين في الشعارات وانحرفت به من خلال ادخالها مفاهيم وافكار مُسيسة سُخرت لخدمة الاهداف الحزبية والشخصية الضيقة لهدف تحقيق غايات دنيوية مبتذلة من خلال التلاعب بمشاعر وعواطف الناس ، لا يختلف اثنان من العراقيين ان طبيعة مجتمعنا عاطفي وينحاز الى رجل الدين وشيخ العشيرة ، كما ان لهذا الامر ايجابيات له ايضا سلبيات طغت على الايجابيات في وقتنا الراهن ، إذ نجد ان غالبية رجال الدين في العراق  تحولوا لرجال سياسة بممارسة العمل السياسي من خلال السلطة التي يفرضون انفسهم عليها بدعم من دول خارجية لها اجندات واهداف تريد تحقيقها  من خلالهم ، و ايضا المنابر الدينية ذات الطابع السياسي التي لا تزال محرك لا يستهان به للشارع العراقي ، هنا نستطيع القول ان التزاوج قائم وبقوة بين السياسة والدين منذ العام 2003 وحتى يومنا هذا ، نظيف على ذلك مفصل ثالث ورئيسي في هذا التزاوج  وهو المال ، وبات يعرف اليوم بمصطلح المال السياسي فنجد ان الاحزاب والقوى الدينية العراقية تتحكم بموارد ومقدرات العراق الهائلة من خلال تحكمها بزمام السلطة وهيمنتها على النظام السياسي القائم في البلاد ،  فنشخص الحالة العراقية من خلال وصفها بالتزاوج بين السياسة والمال والدين ( الاحزاب المذهبية و الطائفية ). 
بلا شك ان هذا التزاوج الكبير ألا مشروع بين المفاصل الثلاث  يعتبر الجوهر الاساس الذي شكل طبيعة الازمة الكارثية التي يمر بها العراق وشعبه منذ ثمان سنوات على مختلف الصعد والمستويات ، وسبب فجوة كبيرة بين الطبقة الحاكمة المهيمنة على هذه المفاصل وبين الشعب العراقي ، وهذا الامر نستطيع وصفه بالطلاق الكبير الذي وقع بين هذه الطبقة  و الشعب . 
فأنصب جل اهتمام هذه الطبقة الفاسدة في كيفية تحصيل المنافع والامتيازات وسرقة المال العام وتسخير موارد العراق النفطية والطبيعية لهم والتشبث بالسلطة واستحواذهم على البرلمان ، الذي من المفترض ان يكون لخدمة الشعب والدفاع عن حقوقه وصوته الحر ، فلم نجد منهم سوى السرقة وتقاسم الرواتب الخيالية بينهم والعقود التجارية الكبيرة  وفق صفقات ضخمة بين الكتل السياسية  ، ومن اهمها عقود وزارة التجارة والنفط والدفاع حتى استشرى الفساد في كافة مفاصل الدولة العراقية ، واستحداث وزارات شكلية دون أي مبرر في الحكومة لغرض ترضية الكتل السياسية ، حتى انها سميت بحكومة الترضية ،مما ادى الى ترهل كبير في شكل الحكومة الحالية ، على الرغم من ان التشكيلة الوزارية لم تكتمل وتخرج بصيغتها النهائي بعد مضي ما يقارب السنة على انتهاء الانتخابات ،  ولم تتوقف المهزلة عند هذا الحد حيث ذكر احد الخبراء الاقتصاديين ان الميزانية العراقية لهذا العام يذهب الجزء الاكبر منها رواتب للرئاسات الثلاث والوزراء والنواب !، لذا فإن انتفاضة شعبنا  اليوم لا نجد سوى ان نطلق عليها تسمية ثورة شعبية من أجل التغيير  فتتواجد بها كافة مقومات ومبررات واسباب الثورة ، فحينما نبحث عن مكامن الخلل ونشخصها في النظام السياسي نبحث عن الحلول ،  فنكون بحاجة لتغيير جذري يظمن تحقق كافة الاهداف المرجوة وكذلك يضمن حدوث عملية التغيير بشكل صحيح دون العودة الى الماضي المؤسف الاليم او البقاء في الحاضر المظلم والمقرف المقيت .
محمد الياسين

دلالات التمهيد لإحتلال إيراني للعراق والمنطقة..الجزء الثالث

تطرقت في الجزئين السابقين من دلالات الإحتلال الايراني,الى تحليل خطب وتصريحات رموز السلطة الإيرانية وتعرفنا استنادا الى واقع الاحداث وتحليلها المنطقي بأن السياسة الايرانية إستعمارية,توسعية ,ذات طابع أمبراطوري,وتناولت الحديث عن الإحتلال الإيراني لأراضي عربية ومصادر للطاقة إضافة الى تسيس بعض المنظمات والأحزاب في المنطقة وعسكرتها استكمالا في هذا الجزء للجزئين السابقين سنتحدث عن مقومات قيام الامبراطورية التوسعية, ومدى التطابق بينها وبين السياسة الايرانية من جانب, والسعي الإيراني لإستكمال مقومات الأمبراطورية من جانب أخر,نتوقف قليلا نستعرض مقومات قيام أمبراطورية إستعمارية ومقارنتها بالواقع الايراني بشكل ملخص..

لبروز دور أمبراطوري ذات طابع استعماري يجب توفر التالي..

* سياسة تنتهجها الدولة مبطنة بفكر يهدف للتوسع والانتشار إتجاه الشعوب المستهدفة منها

*توفر ترسانة عسكرية كبيرة تؤهل لخوض الحروب الإستباقية والغزوات الإحتلالية الطويلة,وجيش له القدرة على إحتلال مصادر طاقة خارجية.

*إمتلاك قوة مميزة عن الدول الأخرى لا تمتلكها سوى الدول العظمى في العالم

* ذراع سياسي وعسكري وإقتصادي خارجي حليف,مبطن بفكر معين قابل للتوسع والانتشار.

* القدرة العسكرية والسياسية والإقتصادية لمواجهة أي تمرد داخلي أو مقاومة خارجية,والقدرة على الصمود أمام الضغوط الخارجية.

*القدرة الإقتصادية على تحمل تكاليف الحروب مع الإستقرار الإقتصادي الداخلي بنفس الوقت,وعادتا ما يكون الإقتصاد أساس الدول ذات الطابع الإمبراطوري فنجد إحتلالها لمصادر الطاقة هو لخلق إمكانيات اقتصادية تؤهل على الإستمرار في تحقيق أهدافها الامبراطورية.
مقومات الإمبراطورية لإيران والسعي لإستكمالها:

1. العامل السياسي المبطن بفكر ديني هادف للتوسع والإنتشار

2. العامل العسكري

3. العامل النووي

4. العامل السياسي والإقتصادي والعسكري الحليف في المنطقة لإيران

5. إحتلالها لمصادر طاقة خارجية,ولأراضي إ
ستراتيجية في المنطقة

العامل العسكرية: إن صفقة منظومة الصواريخ الدفاعية(اس ـ300) التي تسعى لها طهران مع موسكو، ستغير المعادلة العسكرية الإستراتيجية في الشرق الأوسط بمجرد حصول الإيرانيين عليها, وعززت طهران الدفاعات الأرضية من خلال شراء أنظمة صواريخ (تور أم ـ1) بقيمة 700 مليون دولار قادرة على صد مقاتلات (أف ـ16)الامريكية المتطورة وتدميرها، فيما يمتلك الجيش نظاما صاروخيا محلي الصنع (ميثاق ـ2) متنقلا ومضادا للطائرات.وعملت وزارة الدفاع على تصنيع طائرات الصاعقة من الجيل الخامس تحاكي مقاتلات(أف ـ18) الامريكية, إضافة الى إن إمتلاك إيران المنظومة الدفاعية الجوية البعيدة المدى، سيحصن أجواءها بالكامل، فهي من أهم وأقوى الانظمة الدفاعية في العالم حيث تتفوق على نظام (
باتريوت الامريكي)ولا سيما صواريخ (شهاب ـ3)، التي يصل مداها الى ألفي كيلومتر، وطورها الايرانيون بعد كشفهم عن تجربة جديدة لصاروخ سجيل البعيد المدى، الذي يعمل بالوقود الصلب مع قدرة إضافية على المناورة والسرعة في التحرك والدقة في إصابة الأهداف.ويعد استخدام الوقود الصلب في نموذج «سجيل» حسب خبراء عسكريين، قفزة نوعية في الصواريخ البالستية الإيرانية، تتيح القدرة على تصنيع صواريخ عابرة للقارات يصل مداها الى أكثر من 5 آلاف كيلومتر, فضلن عن تجربة مركز الفضاء في طهران على أول صاروخ فضائي لها، باعتبار أن مداه يتجاوز 5000 آلاف كيلومتر, في الوقت الذي أشارت فيه معلومات استخبارية امريكية بأن إيران قادرة على تصنيع 50 صاروخا في السنة, أعلن وزير الدفاع الايراني السابق الادميرال علي شمخاني أن «إيران تنتج صواريخ شهاب على غرار سيارات بيكان الوطنية»، وهي بالآلاف سنويا,وفي تقرير عن القوة العسكرية الإيرانية نشرته مجموعة أوكسفورد للأبحاث . ذكر بأن المفاجأة الأكبر هنا، توصل إيران في المدى القريب لإمتلاك نحو خمسين ألف جهاز طرد مركزي محلي الصنع، مخبأة في أماكن آمنة.

تقديرات القوة العسكرية الإيرانية
تتوزع القوات العسكرية الإيرانية على عدة مؤسسات هي:
- الجيش النظامي 500000 الف
- أفراد الاحتياط: 220000 الف
- أفراد الحرس الثوري 300000 الف
- أفراد قوات التعبئة
الباسيج 13000000 مليون،وهم من الطلاب والمتطوعين المدنيين على اختلاف أعمارهم.



تقديرات الترسانة العسكرية:

مرابض المدفعية عشرات الآلاف
- دبابات (ذو الفقار) غير محدد
- دبابات (تي -72) الروسية 480
- بوارج وفرقاطات وسفن أجنبية ومحلية الصنع غير محدد
- طائرات (ميغ -29) و(وميغ -31) الروسية غير محدد
- مقاتلات (أف -4) و(أف -5) عشرات
- طائرات (الصاعقة) الايرانية إنتاج وافر
- غواصات روسية تعمل على الديزل 2 غواصات صغيرة ومتوسطة محلية الصنع غير محدد، فضلا عن صواريخ النور البحرية (مداها الى 300 كيلومتر) وطوربيدات سريعة من إنتاج إيراني.

العامل النووي:استطاعت إيران حتى شباط/ فبراير من العام 2009، إنتاج قرابة 1010 كلغ من اليورانيوم المنخفض التخصيب وهي كمية كافية لصنع قنبلة نووية في حال حولت إلى كمية عالية التخصيب,في هذه الحالة سيكون مسألة وقت قبل أن تنجح في إنتاج قنبلة نووية في فترة تمتد من سنة إلى ثلاثة سنوات وفق التقديرات، مقارنة بحوالي خمسة سنوات لتحويل القنبلة إلى رأس نووي وتحميلها على صواريخ
بالستية,ومن الواضح أن تطوير إيران لقدراتها النووية جاء مرافقا لإهتمامها الكبير بتطوير قدراتها الصاروخية والبالستية,وتشير التقديرات إلى أنه سيكون بمقدور إيران إنتاج رأس نووي حربي لصاروخ بالستي غالبا ما بين 6 إلى8سنوات علما أنه من الممكن تحقيق هذا الهدف في فترة زمنية أقل بكثير إذا توفر الدعم التقني أو المساعدة الخارجية.ولا بد من الإشارة إلى أن طهران اختبرت أربع صواريخ على الأقل تعمل بالوقود السائل، من بينها صاروخ شهاب-3 الذي يستطيع على سبيل المثال أن يحمل رأسا بزنة حوالي 1000 كلغ لمسافة 1100 كلم. كما استطاعت إيران استخدام سفير-2 لإطلاق قمر صناعي إلى مدار الأرض,وتشير التقديرات إلى أنه سيكون باستطاعة طهران تطوير صاروخ بالستي قادر على حمل رأس نووي بزنة 1000 كلغ ولمدى يبلغ حوالي 2000 كلم,ويشير التقرير الصادر عن مركز "هيرتدج" الامريكي،إلى أن إيران أصبحت قاب قوسين أو أدنى من الحصول على قدرات التسلح النووي، إذ أشار مدير الاستخبارات القومية الأمريكية "دينيس بلير" في شهادة له أمام الكونغرس بأن تقييم الوكالة يخلص أن "إيران أصبحت تمتلك القدرات التقنية والصناعية التي تخولها إنتاج السلاح النووي وستكون قادرة على إنتاج الكمية الكافية من اليورانيوم العالي التخصيب اللازم لصنع السلاح النووي في فترة ما بين 2010 و2015"في المقابل ترى العديد من الجهات الأخرى بأن حصول إيران على السلاح النووي سيكون في فترة أقرب من هذا الإطار الزمني بكثير إذ توقع معهد العلوم والأمن الدولي أن تنتج إيران الكمية الكافية من اليورانيوم العالي التخصيب خلال مدة لا تتعدى ستة أشهر، فيما يرى فريق عمل"مشروع وسكانسن" للحد من التسلح النووي أن إيران قد حصلت بالفعل على كمية اليورانيوم المطلوبة لصنع سلاح نووي بحلول نهاية العام 2008 وهي قادرة على صنع قنبلة نووية خلال فترة لا تتعدى الشهرين إلى ثلاثة أشهر على الأكثر, وحالما تحصل إيران على الكمية الكافية من هذا اليورانيوم العالي التخصيب سيكون من السهل على مهندسيها أن يقوموا بتجميع السلاح النووي.


العامل السياسي والاقتصادي والعسكري الحليف في المنطقة لإيران:


لم يعد مخفي إن لإيران أذرع في منطقة الشرق الاوسط تتحرك من خلال أحزاب وقوى سياسية وعسكرية ومؤسسات تجارية واجتماعية وثقافية تتخذ من أنشطتها واجهات تعمل وفق الأجندات الإيرانية تماشيا مع سياساتها الهادفة الى التغير الجذري في دول المنطقة على كل الأصعدة السياسية والأمنية والإقتصادية والثقافية لإضعاف النفوذ الغربي في الشرق الاوسط تمهيدا لإبراز النفوذ الإيراني فيها,فضلن عن "الخلايا النائمة" التي تنتشر بكافة الدول الخليجية بلا استثناء والارصفة السرية التابعة للحرس الثوري الإيراني والتي كشف النقاب عن وجودها القنصل الإيراني السابق في دبي "عادل الأسدي"عندما ذكر في حديثة عام 2007 الى "العربية نت" بأنه أصبح لقوات الحرس الثوري الإيراني بعد قيام الثورة قسم خاص سمي"بحركات التحرر" يتولى مهمة تمويل وتدريب العناصر الإسلامية المتشددة في مختلف الدول الإسلامية على العمليات العسكرية, وأوضح الأسدي إن في الدول العربية والخليجية تعمل الأجهزة الإستخبار اتية في السفارات
والممثليات الإيرانية على استقطاب وتجنيد العناصر المتطرفة ومن ثم إرسالهم الى إيران عبر دولة ثالثة دون ختم جوازاتهم ويتم إدخالهم دورات تدريب عسكرية واستخبارية وسياسية  ,وبعد عودتهم الى دولهم يتم تنظيمهم بحيث يحول كل منهم إلى عنصر استخباري نشط يعمل على تجنيد العناصر لصالح إيران وإن رجال الإستخبارات المتواجدين في السفارات والممثليات والمراكز الثقافية والتجارية والمدارس والمستشفيات والنوادي والمؤسسات التابعة للنظام الإيراني في الخارج يضطلعون بدور أساسي بهذا الخصوص, أما بخصوص نقل الاسلحة إلى هذه المجاميع تحدث الأسدي عن أرصفة سرية تابعة لقوات الحرس الثوري وأجهزة الإستخبارات الإيرانية ,لا تخضع لأي إشراف من قبل الحكومة أو الجمارك الإيرانية. و تستخدم هذه الأرصفة التي تطل بعضها على الخليج لإرسال الأسلحة إلى الخلايا النائمة في الدول الخليجية.وقال ليس كل عناصر هذه الخلايا من الشيعة، لأن أجهزة الأمن والإستخبارات الإيرانية تتغلغل بأساليب بالغة التعقيد والسرية داخل التنظيمات السنية المتطرفة.
العامل السياسي المبطن بفكر ديني هادف للتوسع والانتشار:

منذ قيام الثورة الإيرانية عام 1979 وإعلان الجمهورية الإسلامية, تبنت إيران مشروع تصدير الثورة الإسلامية إلى دول المنطقة وإتجهت السياسة الإيرانية مع هذا المشروع بجدية تامة,حيث جندت كافة موارد الدولة الإقتصادية والبشرية و مفاصلها السياسية والثقافية والعسكرية لإنجاح مشروع تصدير الثورة الإسلامية,وأطلقت يد "الحرس الثوري الإيراني"المهيمن على كافة شؤون الجمهورية الإسلامية ويعتبر الحارس الأمين لإنجازات الثورة وذراعها لتصدير الثورة الإسلامية إلى الدول الإسلامية والعربية,لذا فأن الأداة الرئيسية التي إعتمدتها إيران لتحقيق أهدافها الإستراتيجية للأمبراطورية الفارسية هي غطاء الدين الإسلامي بزعامة منها من خلال تصدير ثورتها الإسلامية بنكهة فارسية وملامح توسعية إيرانية.

إحتلال إيران مصادر طاقة خارجية,وأراضي
أستيراتيجية في المنطقة:

مما لاشك في إن الطاقة البترولية تعد من أساسيات الدول الطامحة إلى بسط وتدويل نفوذها السياسي ,وعامل أساس لإستمرارية قوتها العسكرية وتوسعها الاقليمي,لذا فأن إيران وجدت ضالتها بإحتلال أراضي عربية تحضي بالثروة البترولية فضلا عن مواردها الإقتصادية الأخرى وموقعها الإستراتيجي الذي يؤهلها من توسيع ذراعها إلى دول المنطقة , فإحتلال إيران لأراضي عربية يعد المصدر الأساس لقوتها الإقتصادية و الإستراتيجية..فقد اعلنت إيران أن الأحواز ثالث أكبر منطقة صناعية بعد تبريز "
آذربايجان الجنوبية" وطهران , حيث تغطي ثروات الأحواز ما يقارب التسعين بالمائة من ميزانية إيران , وتعتبر الأحواز العربية المنطقة الزراعية الأولى لإيران , وتملك ثالث أكبر احتياطي للنفط بعد مملكة كندا والمملكة العربية السعودية , مع إمتلاكها لثاني أكبر إحتياطي للغاز الطبيعي في العالم بعد روسيا الإتحادية , وتتربع الأحواز أيضا على ثلثي المياه العذبة التي تغطي حاجة أكثر من خمسين مليون إيراني ,إضافة الى إعلان إيران الأحواز القطب الثالث إقتصاديا وصناعيا بعد طهران , بوجود ألف وتسع مائة مصنع ومنشئة كيميائية وصناعية لتصنيع الصلب والحديد , وكذلك وجود مصافي لإنتاج مشتقات النفط والغاز الطبيعي ومنشآت الطاقة الكهربائية - المائية والنفطية - وغيرها من المصانع والمنشآت الصناعية التي توظف أكثر من مليون ونصف المليون إيراني,هذا من شقها الإقتصادي فضلا عن موقعها الجغرافي المهم من خلال تشكيلها القسم الشمالي الشرقي من الوطن العربي ، وأطلالها على رأس وشرق الخليج العربي وشط العرب من خلال حدودها..إضافة إلى الجزر الاماراتية الثلاث طنب الصغرى وطنب الكبرى وأبو موسى, التي تحتلها إيران حيث تمتاز بموقعها الإستراتيجي من خلال وجودها في منطقة الخليج العربي وقربها من مضيق هرمز إضافة إلى افتراضية وجود ثروة نفطية فيها ,فضلا عن الإحتلال الأخير للجيش الإيراني لحقل الفكة النفطي جنوب العراق بلا شك يندرج ضمن إطار الإحتلال الإيراني لمصادر الطاقة البترولية حيث يقدر مخزون الآبار النفطية في الحقل بـ55.1 مليون برميل.
محمد الياسين

دلالات التمهيد لإحتلال إيراني للعراق والمنطقة..الجزء الثاني

في تأريخ 16/8/2009 صرح علي السعيدي ممثل المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية الايرانية في الحرس الثوري,"بضرورة إحداث تغييرات واسعة في البلدان المجاورة لايران "تمهيدا لظهور المهدي المنتظر" ذاكرا من بين هذه البلدان "العراق" وأعتبر السعيدي الامتثال لاوامر الولي الفقيه بمثابة إطاعة "المهدي المنتظر" وأضاف بما إن القوات المسلحة تخضع لاوامر الولي الفقيه فأنها تنفذ أوامر "المهدي المنتظر",وأكد السعيدي في تصريحه الذي نقلته وكالة "ايلنا" على ضرورة اجراء تغييرات واسعه على شعوب البلدان المجاورة لايران مثل العراق وان تنهض بكل قواها للتغيير لان هذه البلدان تشكل الى جانب الحكومة والشعب الايرانيين مركزا لدعم الثورة العالمية للمهدي المنتظر ,وأختتم السعيدي تصريحه بالقول "أمامنا زمان طويل لتحقيق ذلك"
  فهكذا تصريح يصدر من مسؤول ايراني بهذا المستوى داخل أكبر مؤسسة لصناعة القرار في ايران منذ الثورة الايرانية 1979 والتي تعتبر الحارس الامين لمصالح وأمن النظام الايراني والعقل المدبر لتحقيق أهدافه,يدعونا للتساءل...
 ماهي التغييرات التي قصدها السعيدي؟وماهي الاوامر التي تصدر من المرشد الاعلى بإعتبارها صادره عن المهدي المنتظر وعلى شعوب المنطقه طاعتها؟ وماهي طبيعة التغييرات الواسعة التي تريدها ايران من هذه الشعوب؟ ولماذا ربط ضرورة نهضة شعوب المنطقه بالحكومة الايرانية؟
 بدايتا علينا ان نفهم السياسية الايرانية هي سياسية إستعماريه,توسعيه,ذات طابع إمبراطوري حديث,يهدف لبرمجة شعوب المنطقه وضمها تحت الخيمة الفكرية الايرانية,لتسهيل السيطرة عليها والدليل على ان السياسة الايرانية ذات طابع أستعماري توسعي،  إستمرار احتلالها للأراضي الاحوازية العربية البالغ مساحتها 375000 كيلو متر مربع, والتي تصر على تسميتها"بالاهواز"بالغة الفارسية,وإحتلالها للجزر الاماراتية الثلاث "طنب الكبرى وطنب الصغرى وابو موسى",واصرارها على تسمية الخليج العربي "بالخليج الفارسي" وتصريحاتها التي اعتبرت فيها مملكة البحرين جزء من ايران ,فهذه الامثلة خير دليل على أهدافها التوسعية الاستعمارية فضلن عن دعم ايران المتواصل لجماعات تمرد وانفصال واحزاب وحركات مسلحه وسياسيه في دول عربيه ,كالحوثيون في اليمن,وحزب الله في لبنان,ودعمها لحركة حماس بحجة وقوفها مع حقوق الشعب الفلسطيني ,الا انها فعليا كانت السبب في التأسيس لفتنه داخليه بين قوى الشعب الفلسطيني أدت الى الاقتتال بينهم.
 أستنتاجاً لواقع الحال فأن التغيرات التي قصدها السعيدي,هي اشراك المنطقة بالطوع أو الترغيب أو القوه في المشروع الايراني الكبير الهادف الى التوسع والانتشار والسيطرة على الواقع السياسي والاجتماعي والاقتصادي من خلال حلفاءه في المنطقه و تسيسها للخطاب الديني بفكر وروح ايرانيين بما يخدم مصالحها التوسعية وبثها الى الشعوب العربية والاسلامية,حيث ان التوسع لايمكن ان يمر من خلال القومية الفارسية,لكن ممكن ان يمر من خلال المفهوم الديني المسيس ايرانياً، أما الاوامر التي قصدها السعيدي بالقول"تصدر عن المرشد الاعلى باعتبارها صادره عن المهدي المنتظر ويجب على الشعوب تنفيذها" هي الاوامر التي تصدر لحلفاء ايران في المنطقة تدعوهم للتغير من خلال التأثير على الواقع السياسي والاجتماعي والاقتصادي في بلدانهم بما يخدم المشروع الايراني أو من خلال مقاتلة أنظمتهم الحاكمه واثارة الفوضى ,كالحوثيون في اليمن 
 وربط السعيدي نهضة هذه الشعوب في بلدانها بالحكومة الايرانية خير دليل على ان الاهداف الايرانية تكمن في مشروع توسعي استعماري امبراطوري بقياده ايرانية وغطاء اسلامي مسيس,ليس هذا فقط..
 فقد تناقلت وسائل الاعلام عن وكالة "مهر" الايرانية تصريحا لمحمود أحمدي نجاد خلال زيارته لمحافظة اصفهان قوله "بأن الهجوم الذي شنته امريكا وحلفاءها خلال الاعوام الماضيه على بعض الدول لم يفصحوا عن السبب الحقيقي ورائه,حيث ذكر نجاد السبب "بعلمهم أنه سيظهر رجل من هذه المنطقه ويقضي على الظالمين وهم يعلمون بأن الامة الايرانية ستساعد في تهيئة الامور لظهوره"
 قول نجاد يؤكد تطلعات ايران الهادفة للسيطرة وقيادة المنطقه, حيث انهم اتخذوا من المسائل الدينيه السبيل لتحقيق الاهداف السياسية الصرف"للأمة الايرانية" فالصدام الحاصل دولياً بسبب الملف النووي الايراني والتشدد برفض الانصياع للمجتمع الدولي واصرارهم على جعل ايران نوويه دليلا آخر على التطلعات الهادفة للتوسع الامبراطوري الفارسي,فإمتلاك ايران للطاقة النووية التي بدأت من الان تهدد بها ,دليل لا يقبل الشك بأنها تمهد لقيادة المنطقه وهي في مراحلها المتقدمة.
محمد الياسين