ترجمة

السبت، 21 مايو 2016

داعش وماعش...مفاتيح إعادة تقسيم المنطقة العربية!!


محمد الياسين
صناعة الأزمات لإنتاج واقع جديد
السياسة الأمريكية قائمة تحديداً على صناعة الأزمات من أجل إنتاج واقع جديد ، والصناعة هنا لا تعني بالضرورة التدخل المباشر ، إنما تهيئة الأسباب التي تؤدي للأزمة أو السكوت عنها ثم تتدخل الارادة الامريكية في إنتاج واقع جديدة تحت ذريعة   "المعالجة" للواقع السيئ، أي الازمة ، صدام حسين لم يحتل الكويت دون إشارات مسبقة من قبل الإدارة الأمريكية أو إيحاءات على أقل تقدير بعدم التدخل إذا ما أقدم على الخطوة الرعناء تلك!. وعندما أحتل الكويت تدخلت الإرادة الأمريكية بشكل مباشر وجلبت الجيوش والأساطيل الحربية للخليج العربي تحت ذريعة تحرير الكويت من قبضة المحتل العراقي ، ثم تحققت الأهداف الأمريكية في السيطرة التامة على أغنى منطقة  مُنتجة للنفط في العالم!. وصار لزاما على الأوربيين والدول الأسيوية كي تحصل على البترول العربي ان يمرون من خلال الإرادة الامريكية ويحصلون على القبول الأمريكي!. بشكل أو باخر ، كما سيطروا الاميركيون على الممرات المائية الرئيسية في المنطقة الرابطة لحركة التجارة البحرية الدولية .
الولايات المتحدة أعادة إنتاج نفس السياسة عقب هجمات الحادي عشر من سبتمبر عندما أعلنت الحرب على الإرهاب والدخول في حروب إستباقية جديدة تحت ذريعة حماية الأمن القومي الأمريكي ، الأمر الذي أتاح لها حرية التدخل في الدول المُصنفة على أنها داعمة للإرهاب!!!.
كما أن واشنطن أعادة إنتاج تلك السياسة من جديد مع إيران عندما أعلنت إدارة أوباما التوصل لإتفاق نووي مع طهران في وقت حرج تعيشه المنطقة شكلت فيه الإستراتيجية الإيرانية التوسعية جزءاً رئيسياً من تعقيده على المستوى الإقليمي والدولي ، والولايات المتحدة تعلم جيداً أن رفع العقوبات الإقتصادية سيؤدي لإنتعاش الإقتصاد  الإيراني، و ستزيد طهران من حجم الإنفاق المالي على سياساتها الخارجية الداعمة للإرهاب والتطرف وإنتاج الفوضى في المنطقة العربية والافريقية.
فوبيا داعش وماعش ...مفاتيح رئيسية لإعادة إنتاج خارطة جديدة
قال مدير الإستخبارات الوطنية الأمريكية جيمس كلابر في مقابلة مع قناة " سي ان ان " ان تنظيم داعش الإرهابي قادر على شن هجمات على الولايات المتحدة مماثلة لتلك التي وقعت في باريس وبروكسل في أوربا. بما أن فوبيا داعش فاقت فوبيا القاعدة ، فتلك أقامت كياناً لها على مساحات واسعة من أراضي العراق وسوريا وتسعى للسيطرة على  مزيد من الأراضي تضمها تحت عباءة الخليفة!!!.على الجهة المقابلة هناك " ماعش" وهي الميليشيات وفوق الموت التي تقودها طهران في حرب مصيرية لبسط النفوذ الإيراني على مناطق واسعة تقع على الحدود الاردنية والسورية مع العراق ، ضمن السياسة الإستراتيجية التوسعية لإيران لفرض النفوذ  على المناطق المتاخمة على دول الخليج العربي ، لتدعيم المعسكر الإيراني الروسي بالمنطقة.

الولايات المتحدة تركت إيران تعبث من جهة وداعش تتوسع من جهة أخرى ، من أجل إتساع نطاق الأزمة الاقليمية التي ستؤدي بنهاية المطاف لإنتاج واقع جديد من خلال إعادة تقسيم المنطقة حتى في مرحلة ما بعد داعش ، فالخيار الدولي سيتبع سياسة تقضي بأعادة إنتاج واقع جغرافي جديد. ربما لا ينبغي ان نرفض المبدأ من الأساس ، أي إعادة رسم خارطة جديدة بالمنطقة ، خاصة وان الحدود القائمة حالياً هي نتاج معاهدات دولية قسمت المنطقة العربية ، لكن في نفس الوقت لا ينبغي على العرب القبول بأن تصاغ الخارطة الجديدة على أسس طائفية تؤدي لمزيد من الضعف والإنقسام في المجتمع العربي ، كما لا يفترض ان يتقاسم الكبار مناطقنا ويوزعون ثرواتنا عليهم والعرب يتفرجون كما حصل في الماضي ، إنما ينبغي على القوى العربية كمصر والسعودية ودول الخليج العربي والاردن والمغرب والسودان ان يوحدوا جهود العرب في مشروع قومي عربي من أجل التصدي للمشروع الإيراني وعدم التفريط بالشيعة العرب لصالح إيران ، وكذلك العمل بجدية تامة من أجل إسترجاع الحق العربي المغتصب من قبل إيران ، الأحواز والجزر العربية الاماراتية الثلاث ، و دعم مشروع دولي لإنقاذ العراق من الأزمات التي تعصف به يميناً وشمالا ، إذ لا يجوز أن يترك العراق ، ثان أكبر دولة عربية بعد مصر ، مترنحاً بين أحضان الإيرانيين والاتراك والأمريكيين ولربما سنشهد تدخلاً روسياً في العراق في المستقبل القريب .


الصدر في إيران والسيستاني في لندن ... والشيعة يقتلون في بغداد!!



محمد الياسين
هل إنتفت الحاجة لوطن ، فأصبحنا مواطنين بلا وطن! لأن هناك عصابة يريدون إقامة دولة أسمها الله لكن روحها الشيطان!.
حينما غادر السيد علي السيستاني العراق إلى لندن في العام 2004 للعلاج! ، بدأت في وقتها الحملة العسكرية الأمريكية على التيار الصدري الشيعي ، فالرجل ترك محافظة النجف الأشرف وبدأت بعده تقصف بالطائرات والمدافع ، عندما كان مقتدى الصدر مقاتلاً حقيقياً ضد الإحتلال ومناضلا وطنياً ضد عمليته السياسية الفاشلة الفاسدة، قبل أن يتحول مسانداً له في إدارة تلك العملية الحاكمة ومشاركاً رئيسيا بالحكم، تعرضت المدينة المقدسة لدى المسلمين عامة والشيعة منهم على وجه الخصوص ، لأشرس عملية عسكرية شنتها القوات الأمريكية بعد مدينة الفلوجة ، وإتسعت رقعة المعارك بين الصدريين والقوات الامريكية في مدينة الصدر وسط العاصمة بغداد ، وخلال تلك الأحداث لجأ مقتدى الصدر وأنصاره لمدينة النجف وحوصر هناك في مرقد الأمام علي ( كرم الله وجهه الشريف) من قبل القوات الامريكية ، بينما السيد علي السيستاني كان يتلقى العلاج في لندن!. لكن مالذي حدث في العام 2016 خلال الايام الماضية تحديداً عقب الإنسحاب المفاجئ لمقتدى الصدر من ساحات الإعتصام ومطالبته لأنصاره بالانسحاب من المنطقة الخضراء التي حوصرت من قبلهم وتم خلالها إسقاط الرئاسات الثلاث لولا التدخل الإيراني في دعم تلك الرئاسات والعملية السياسية الحاكمة ، ثم غادر الصدر مباشرة لإيران وترك أتباعه الفقراء يلاقون مصيرهم وذاقوا مرارة الإنتقام لمواقفهم الوطنية ضد العملية السياسية وضد إيران التي هتفوا ضدها وسط بغداد .
سلسلة تفجيرات متزامنة بواسطة إنتحاريين وسيارات مفخخة ضربت عمق المناطق الشيعية المحصنة أمنياً من قبل الأجهزة الحكومية والميليشيات الموالية لطهران ، التي حشدت أنصارها قبل أيام فقط من التفجيرات للتنديد بمواقف الصدريين الشيعة ضد إيران ."مقتدى 2004"  كان مقاوماً لجأ للنجف الاشرف خلال مواجهته لقوات الاحتلال ، لكن "مقتدى 2016 " مختلف تماما فقد هرب لإيران وأختبئ فيها بذريعة الإعتكاف تاركاً وراءه الصدريين يتعرضون للعقاب والموت ونزيف الدم!.
نعم ، ان مرض السرطان من الأمراض الخبيثة التي تستوجب المتابعة وتلقي العلاج بإستمرار ، لكن لا أدري ما هو السر وراء تزامن توقيت رحلة علاج السيستاني للندن مع كل مصيبة يتعرض لها العرب الشيعة في العراق؟! لا نرى تفسيرا لذلك سوى أنه التنصل من المسؤولية تجاه ما يجري على الشيعة من عمليات قتل ممنهجه تجرى بقرارات سياسية خارجية لأغراض سياسية خبيثة وخسيسة .
التنظيم الإرهابي الذي قتل 1700 شابا عراقيا بدم بارد في سبايكر ، وأحرق الطيار الاردني الكساسبة حياً ، وأقام مجازر تلو الاخرى ضد السُنة والشيعة ،وأقام مزاداً "للسبايا" في الموصل، داعش كعادته لم يختبئ خلف أصبع فيما يتعلق بجرائمه ضد البشرية ، فقد أعلن التنظيم الارهابي  مسؤوليته عن التفجيرات الانتحارية الارهابية التي ضربت مناطق الكاظمية والربيع ومدينة الصدر  ، وتصاعدت خلال تلك الأحداث عمليات إستهداف للسُنة ، وتوعدت الميليشيات الموالية لطهران بالرد على التفجيرات التي نفذها داعش في المناطق الشيعية، والرد من وجهة نظر تلك الميليشيات سيكون في تصعيد عمليات القتل والتنكيل بالعرب السُنة .
تلك الأعمال الإرهابية المتبادلة بين داعش وإيران ضد العراقيين إنما الهدف من وراءها هو تكريس الطائفية وخلق حواضن مناطقية طائفية آمنة لهما، لإدارة الشارع العراقي بشقيه السُني والشيعي من خلالهما حصراً!.
التخادم السياسي بين إيران وداعش لا يحتاج لكثير من التفسير والتحليل فالأحداث الجارية خير دليل على ذلك ، كلاهما يشتركان في الأهداف السياسية والاجتماعية ، إيران تهدف لإدارة الشارع الشيعي العراقي ، وداعش تهدف لإدارة الشارع السُني العراقي ، وكلاهما يسهل للآخر الوصول للمناطق السُنية والشيعية لتنفيذ العمليات الارهابية ضد المواطنين ، لغرض تأجيج الفتنة الطائفية وتجيير الشارع العراقي لصالحهما في الحرب الطائفية لخلق حواضن طائفية لهما.

الصدر في إيران والسيستاني في لندن ،والعرب الشيعة يقتلون في العراق! ، ثم يأتون بعد ذلك ينصبون أنفسهم ولاة على الشيعة ويطالبون بيعتهم وأموالهم وأصواتهم الانتخابية!!!!. أي ظلم وقع على العراق وأهله أكثر من ذلك؟!.


الخميس، 12 مايو 2016

التخادم السياسي بين إيران وداعش ...التفجيرات الطائفية

محمد الياسين
هل إنتفت الحاجة لوطن ، فأصبحنا مواطنين بلا وطن! لأن هناك عصابة يريدون إقامة دولة أسمها الله لكن روحها الشيطان!

لا نتبنى موقفاً بقدر إتباع طريقة تفكير قائمة على الموضوعية في التحليل وربط الأحداث مع بعضها البعض كي نستخلص نتيجة مقنعة نطرحها على الرأي العام ، نتحدث عن الاعمال الارهابية التي تستهدف العراق هذه الايام ، تحديداً عقب إنسحاب السيد مقتدى الصدر ومغادرته لإيران.
لاحظوا تتابع الأحداث جيداً - الصدريين خرجوا في تظاهرات حاشدة بدعوى من مقتدى الصدر للمطالبة باصلاحات طال إنتظارها ولم ترى النور بنهاية المطاف ، ومن بين الشعارات التي رفعت كانت ضد إيران ، عندما هتفوا : ايران بره بره ..بغداد تبقى حرة ، وهتفوا ضد قاسم سليماني ، مشروع إسقاط الرئاسات الثلاث كان قد تم تقريباً ..لولا!!  إنسحاب الصدر ومغادرته لإيران وطالب جمهوره بالانسحاب ايضاً ، غادر الصدر مباشرة لإيران  بذريعة الاعتكاف وملاقاة أقربائه!! ، رغم ان تسريبات إعلامية قالت أن طهران إستدعت الصدر لتوبيخه على خلفية الشعارات التي رفعت ضدها من قبل أنصاره ، ثم توقف مشروع إسقاط الرئاسات ، وأعلن كبير مستشاري المرشد الاعلى للجمهورية الايرانية رسمياً أن الرؤساء الثلاث للحكومة والبرلمان ورئاسة الجمهورية باقون في مناصبهم لا توجد قوة قادرة على ازاحتهم  ! ، أتفق الموقف الأمريكي مع الايراني ، لأن إدارة أوباما عطلت التعاطي مع الملفات الخارجية قبيل الانتخابات الرئاسية الامريكية..
رفضت إيران الهتافات التي رفعها الصدريين الشيعة ضدها ، و تصاعدت أصوات العراقيين المواليين لإيران سواء كانوا سياسيين أو رجال دين وقادة ميليشيات يدافعون بشدة عن ايران وحشدوا أتباعهم لرفع العلم الايراني في شوارع البلاد ، ثم بعد ذلك مباشرة ضربت سلسلة تفجيرات العاصمة بغداد في مناطق متفرقة آخرها ضربت مدينة الصدر التي خرج أهلها في تظاهرات ينددون بإيران وتدخلاتها في العراق ، واستهدفت مناطق يسكنها غالبية شيعية وسط العاصمة  بواسطة إنتحارين وسيارات مفخخة. تزامن مع تلك الأحداث عمليات قتل للسُنة في مناطق متفرقة من البلاد ، وفي مدينة الحصوة شمال بابل . أذن في حسبة بسيطة جداً  من المستفيد من تلك الأعمال الإجرامية؟!!.
الإستراتيجية الطائفية
ذلك يوضح بدقة صحة وجود علاقة سرية ومصالح متبادلة بين داعش وإيران ، وان أهداف كلا من إيران وداعش لا تمر إلا من خلال البيئة الطائفية ، حيث ان إيران تريد إدارة الشارع الشيعي ، وداعش تريد إدارة الشارع السُني ، وكلاهما يعرف جيداً الجغرافية التي يعمل فيها وأين حدود فائدته من عدمها ، لذلك من خلال تلك الاعمال الارهابية يكرسون الطائفية بالتالي يسهل إدارة الشارع العراقي بشقيه السني والشيعي من خلالهما!!.
السؤال الأهم الذي يطرح عند البحث في هذه القضية هو عن كيفية دخول إنتحاريين و سيارات مفخخة لمناطق شيعية وسط العاصمة التي تفرض عليها الميليشيات والاجهزة الحكومية سيطرتها الامنية بالكامل؟! بلغة أخرى ، كيف تمكن الارهابي السني الداعشي من الدخول لمنطقة شيعية فيها نفوذ واسع لميليشيات موالية لإيران دون تواطئ وتسهيلات؟!.
ذلك التفسير يبين حقيقة التخادم السري بين داعش وإيران .إيران ستقدم  خدمتها لداعش بالتصعيد من قتل السُنة في مناطقهم كي يلجأون لداعش ، كما قدم التنظيم خدمته لايران بقتل الصدريين الذين هتفوا ضد إيران كي يلجأون لإيران ، وكلاهما يسهل للآخر أسباب وصوله للمناطق الشيعية أو السُنية من أجل القيام بتلك الجرائم لتحقيق غاياتهم السياسية. نعم ، تلك هي اللعبة المتبعة من قبل الطرفان .
يقول البعض ان التفجيرات الإرهابية ضد المدنيين الأبرياء في مدينة الصدر والمناطق الشيعية الاخرى كانت عقابا لهم لأنهم هتفوا " ايران بره بره .. بغداد تبقى حرة " ، نعم. هكذا تبعث الرسائل الايرانية والداعشية  ، وسيتوالى مسلسل إستهداف الطوائف بشكل متزايد ومتكرر ، وستمتلئ نشرات الاخبار وعناوين الصحف بالاخبار التي ستصعد من حدة الموضوع الطائفي وتؤدي لشحن الشارع العراقي المحتقن أصلا . الهدف الايراني والداعشي يكمن كما أسلفنا في جر الشارع العربي للحروب الطائفية لتكريس نفوذهما في ساحات القتال والحرب لأضعاف وتهميش المنادين بالوحدة الوطنية والرافضين للتدخل الأجنبي في شؤون بلدانهم!!.
 المصالح السياسية المتبادلة بين داعش وإيران لايمكن إغفالها بأي حال من الأحوال ، كلاهما يسعيان لخلق حواضن طائفية أمنه لهما في مناطق السنة والشيعة ، لذلك يستخدمون الموت ضد الاخر ، ايران قتلت وشردت بالسنة ليس من اجل الانتقام منهم بقدر تأليب السنة على الشيعة بالتالي يلجأون الشيعة لإيران وميليشياتها لطلب الحماية ، ولهذا يصر المعممين الموالين لطهران على ان ايران حفظت شيعة العراق وسوريا ، على الطرف الاخر داعش والقاعدة قتلوا وشردوا بالشيعة واشتهروا بالانتحاريين والسيارات المفخخة ضدهم ليس من اجل الانتقام بقدر تأليب الشارع الشيعي ضد السنة، لدفع السُنة للجوء لهما في طلب الحماية من الشيعة وإيران ، لذلك يصرون على انهم يريدون حفظ اعراض السنة ووجودهم ، الطرفان يستخدمان نفس الخطاب واللغة والسياسة والأهداف .

في الختام يصح أن نسمي العلاقة بين داعش وإيران بأنها زواجا سريا جمع بينهما على سنة الشيطان وابالسته!!! ، سواء كان متعة أو مسيار لا فرق بينهما ، كلاهما أقيم على شهوة ومؤقت!!.


المصالح السياسية المتبادلة بين إيران وداعش في العراق!

 محمد الياسين
يتبع تنظيمي داعش والقاعدة سياسة إستهداف المناطق الشيعية بواسطة الإنتحاريين والسيارات المفخخة والتهجير، ليس بهدف الإنتقام من الشيعة بقدر تأليب الشارع الشيعي ضد السُنة وإشعال حرب طائفية بين الطرفين يستفيد منها التنظيمين الإرهابيين ( داعش والقاعدة ) بأن يلجأ السُنة لهما في توفير الحماية من فرق الموت والميليشيات الشيعية ، وإستخدمت الدعاية والدم في صناعة ( الشيعة فوبيا ) في عقلية ومخيلة العراقي السُني. على الطرف الآخر، أتبعت إيران بواسطة الميليشيات الشيعية وفرق الموت والأجهزة الأمنية التي تسيطر عليها الأحزاب السياسية الموالية لطهران سياسة الخطف والقتل والتهجير ضد السُنة في العراق ، ليس للإنتقام منهم بقدر تأليب الشارع السُني ضد الشيعة ، لدفع الشيعة نحو اللجوء لإيران وأدواتها العراقية في التصدي ( للسُنة فوبيا ) التي عملت إيران على صناعتها عبر الدعاية والدم ايضاً.
إيران وداعش والقاعدة ينفذون سياسة واحدة ويتبعون إستراتيجية مشتركة وهناك تبادل للمصالح بينهم ، إيران تسعى لتجيير الشارع العراقي الشيعي لصالحها ، وكذلك داعش والقاعدة يسعيان لتجيير الشارع العراقي السُني لصالحهما. ولا نستغرب عندما نسمع ان بعض السياسيين السُنة لهم صلات وثيقة مع القاعدة وداعش ، كما ان بعض السياسيين الشيعة هم قادة للميليشيات وفرق الموت ، لأن تلك الأطراف السياسية ( السُنية – الشيعية ) تنفذ جانباً من الإستراتيجية الطائفية التي تتبناها إيران وداعش والقاعدة ، حيث يسوقون حالة الصراع المذهبي على المستوى السياسي والإجتماعي ، ويمولون الإعلام الطائفي لتكريس حالة الشعور بالإنقسام داخل المجتمع العراقي ، وفي المحصلة النهائية يكملون الواقع الأمني الذي فرضه الإيرانيون والدواعش على الأرض.

واقع ديموغرافي جديد

شكلت الحرب الاهلية خلال الاعوام 2005-2007  التي قادتها جماعات القاعدة السُنية وفرق الموت والميليشيات الشيعية البداية  في إحداث التغيير الديموغرافي في العراق ، ولا تزال تلك الفعاليات الإجرامية مستمرة . الدوافع والأهداف لتلك السياسة تكمن في خلق حواضن طائفية عميقة ومناطق آمنة ( سُنية – شيعية ) تتحكم بها إيران وجماعات القاعدة وداعش ، نلاحظ على سبيل المثال ان محافظة ديالى التي تسعى إيران لفرض كامل سيطرتها عليها من خلال العمل على إنتاج الأزمات والقتل والتهجير للمناطق السُنية فيها ، لها حدود عميقة مع إيران ، لذلك تسعى لتأمين مجال حيوي أمن  في تلك المنطقة الحدودية معها ، كما ان داعش وقع إختياره في السيطرة التامة على الموصل لقربها من تركيا التي توفر للتنظيم الدعم اللوجستي ، وعندما أعلن التنظيم حربه على الأكراد وأراد التوسع داخل المناطق الكردية كان يستند على دعم سري تقدمه تركيا للتنظيم ، وللعداء التركي ضد الأكراد تأثير في ذلك ايضاً.
الصراع على بغداد خلال تلك الفترة لم يكن أقل ضراوة وشدة ، إنما قسمت العاصمة لمناطق مغلقة طائفياً ، بسبب عمليات القتل والخطف والتهجير التي مورست ضد المواطنين ( السُنة والشيعة ) وتشكلت خلال السنوات الماضية مناطق آمنة لنشاطات الجماعات المسلحة ( السُنية والشيعية ) ، وبرز الصراع على مناطق حزام بغداد وأطرافها بين تلك الجهات بشكل كبير للغاية ، و في الوقت الحاضر مع إستفحال سيطرة الميليشيات الشيعية وداعش على المشهد الامني وتراجع الدور الحكومي في إدارة الملف الامني ، تصاعدت عمليات القتل والخطف على الهوية الطائفية ، ومن المرجح بحسب المعطيات والتطورات المتسارعة ان نشهد عودة لشبح الحرب الأهلية من جديد على نطاق أوسع من السابق ، فهي الفرصة المناسبة لإيران وداعش والقاعدة لإتمام عملية خلق الحواضن الطائفية وإستكمال مراحل الإستراتيجية الطائفية في البلاد ، خاصة في ظل التدهور السياسي الذي تشهده البلاد وإنشغال الكتل السياسية في صراعاتها.

العراقيون الشيعة يربكون طهران
الهتافات التي رفعها الشارع العربي الشيعي مؤخراً خلال التظاهرات  أربكت على ما يبدوا الحسابات الإيرانية في العراق ،عندما تعرضت تلك الهتافات بشكل مباشر لإيران وكانت تقول : ( إيران بره بره ..بغداد تبقى حرة ) وكذلك تعرضت لقاسم سليماني القيادي في الحرس الثوري الإيراني ، وهذا الأمر يدل على نقمة الشارع العراقي الشيعي على إيران ، مما أدى بالقيادات السياسية والميليشياوية الشيعية الموالية لطهران بالتصدي لهتافات الشارع العربي الشيعي ورفضها.
بالتزامن مع تلك التطورات وقعت سلسلة تفجيرات ضربت مناطق شيعية في بغداد المحصنة أمنياً من قبل الأجهزة الامنية والميليشيات الشيعية ، كما تزامنت مع تصاعد عمليات استهداف السنة بشكل متفرق في البلاد وفي منطقة الحصوة شمال محافظة بابل على وجه الخصوص ، تأتي تلك الأحداث بهدف التغطية والتعتيم على التطور النوعي في الرسائل التي تبناها الشارع العربي الشيعي خلال تظاهراته الاخيرة وعبر خلالها عن إستيائه من إيران ورفضه لتدخلها في العراق.
أتضح الإرتباك الإيراني عقب تلك التظاهرات عندما غادر السيد مقتدى الصدر لإيران ، وبحسب تسريبات إعلامية أن النظام الإيراني أستدعى الصدر على خلفية الهتافات التي رفعها المتظاهرون الصدريين ضد إيران وسط العاصمة بغداد ، بينما صعدت الدعاية السياسية والإعلامية والدينية الموالية لطهران في العراق من حدة الدفاع عن التدخلات الإيرانية ، وطالبت المتظاهرين بترك الشعارات التي رفعوها ضد إيران.
سياسة تكريس الطائفية
بناءاً على ما تقدم فالمصلحة المشتركة بين إيران وتنظيمي داعش والقاعدة تقضي بضرورة إستمرار حالة الإنقسام الطائفي في المجتمع والحفاظ على إدارة الصراع وفق هذا المنظور ، لضمان إستمرارية السيطرة على مسار الأحداث لتحقيق الإستراتيجية الطائفية لتأسيس واقعا ديموغرافيا جديدا ، وخارطة إقليمية جديدة.

فنلاحظ تصاعد العمليات الإرهابية ( الخطف ، القتل ، التفجيرات ) في المناطق الشيعية والسُنية على حد سواء ، كلما برزت ظاهرة تقارب بين السُنة والشيعة في المجتمع العراقي ، وذلك بهدف تأجيج الأحقاد بين الطرفين والحفاظ على إستمرارية " فوبيا " السُنة من الشيعة ، و"فوبيا " الشيعة من السُنة ، التي تؤدي بطبيعة الحال للجوء الشيعة لإيران وميليشياتها ولجوء السُنة لداعش والقاعدة وتركيا على المستوى المناطقي واللوجستي. وألا كيف نفسر الاعمال الارهابية التي إستهدفت مناطق شيعية وسط العاصمة بغداد في ظل سيطرة أمنية تامة عليها من قبل الأجهزة الامنية والميليشيات الشيعية الموالية لطهران والتي وقعت عقب تظاهرات  رفعت شعارات وهتافات ضد إيران؟ كيف  تمكن الإرهابيون من إدخال المتفجرات لتلك المناطق مع وجود إجراءات أمنية مشددة؟ ، قابلها تصعيد إرهابي خطير قامت به الميليشيات الشيعية ضد المواطنين السنة في مناطق متفرقة من البلاد وفي منطقة الحصوة على وجه الخصوص؟ ، فالهدف وراء تلك الأعمال جر الشارع العراقي لمزيد من الإحتقان والتخندق خلف الجماعات المسلحة ( السُنية والشيعية ) في الحرب الطائفية ، وعدم الخروج من الإطار الطائفي .


الخميس، 5 مايو 2016

لماذا لا يمنح التحالف الشيعي رئاسة الحكومة للصدريين؟!

محمد الياسين
الواقعية السياسية تحتم على الفاعل السياسي أو المتخصص والدارس في الشؤون السياسية التعامل بلغة الواقع السياسي القائم على الساحة المعنية ، وإستخدام المفردات وطرح الأفكار المتصلة بهذا الواقع ، وذلك لا يعني بالضرورة القناعة أو القبول بالوضع القائم بقدر الإعتراف به على أنه واقع حال مؤقت لا يمكن تجاوزه ، تلك هي ميزة الواقعية السياسية ، التي غالبا ما تستخدم من أجل عبور مرحلة ما أو صناعة واقع جديد مختلف .
تقوم العملية السياسية الفاشلة في العراق على أساس المحاصصة الطائفية في توزيع المناصب وتشكيل الخارطة الإدارية والإقتصادية والسياسية للبلاد ، وبما أن قدر العراقيين السيئ فرض عليهم هذا الواقع المؤسف ، أذن التفكير ضمن حيثياته وعناصره أصبح من الأمور المفروضة على الجميع في الوقت الراهن ، فوفق المحاصصة تكون رئاسة الوزراء من حصة المكون السياسي الشيعي ، ولا يمكن البحث خارج إطار المكون عن شخصيات لشغل المنصب ، الغريب ان الوسط السياسي الشيعي لم يقدم بديلاً عن حزب الدعوة يتولى مهمة تشكيل الحكومة ،على الرغم من وجود كتل سياسية شيعية اخرى داخل التحالف الوطني والبيت الشيعي ، أبرزها التيار الصدري بزعامة مقتدى الصدر ، والمجلس الاسلامي الاعلى بزعامة عمار الحكيم ،فما هو السر وراء إصرار القوى السياسية الشيعية على تكليف حزب الدعوة في تشكيل الحكومة رغم فشله الذريع في تقديم أي رئيس ناجح ، بدءاً من الجعفري مروراً بالمالكي وصولا للعبادي ، جميعهم أثبتوا فشلاً ذريعاً لا مثيل له على الإطلاق ، وكانوا سبباً رئيسياً في الإنقسام الطائفي في المجتمع ، وتفشي ظاهرة الفساد بشكل مرعب ، وإستقواء الجماعات الإرهابية بشكل لم يعهده العراق من قبل.
رغم ان حزب الدعوة يضم صفوة السياسيين الشيعة على مستوى التحالف الشيعي ، لكنهم يفتقرون لكاريزما وعقلية رجال الدولة ولا يمتلكون قاعدة جماهيرية مقارنة بالتيار الصدري الذي يستند على قاعدة جماهيرية واسعة تؤهلهم لكسب تأيداً أوسع بين الأوساط الشعبية الشيعية في حال تشكيله للحكومة.
أشارت بعض التسريبات الصحافية إلى ان التحالف الوطني يبحث عن بديل للعبادي لرئاسة الحكومة ، رغم أن لم يتسنى لنا التأكد من صحة الأمر ، لكن على وجه العموم ، يبقى الأمر بعيداً من حيث الحصول على الموافقة الأمريكية على هكذا  مشروع في الوقت الراهن قبيل الإنتخابات الرئاسية الأمريكية ، بينما من الناحية الموضوعية للأمر فهو يمتاز بشيئ من الموضوعية ، إذا ما أقر حزب الدعوة بفشله السابق والحاضر في رئاسة الحكومة ، وعليه أن يكتفي بما قدمه من نماذج فاشله لحكم البلاد وأن يعود لقواعد عمليته السياسية وينزل لرغبة الشارع الصدري الذي أثبت حضوراً فاعلاً توجتها التظاهرات الاخيرة ويسلم رئاسة الحكومة للصدريين ، الذين أثبتوا أنهم الشارع الشيعي الأقوى في الوقت الراهن ، خاصة أن جزءاً كبيراً من الأزمة الحالية بسبب دعوات الصدر للإصلاح!!، لذلك ينبغي على حزب الدعوة وباقي أطراف التحالف الوطني الإقرار بالواقع و قوة الشارع الصدري وتسليم مهمة تشكيل الحكومة لهم.

لا أرى في ذلك حلاً جذرياً للأزمة العراقية الجارية منذ 13 عاماً ، لكن أعتقد أن هذا الطرح يتماشى مع ما هو قائم على أرض الواقع في الوقت الراهن ، متعاطيا معه بواقعية سياسية مفرطة. 


الاثنين، 2 مايو 2016

اللغة البارزانية الناضجة : صبية العملية السياسية


محمد الياسين
رداً على الأزمة السياسية الجارية والفوضى الحاصلة في بغداد وصف الزعيم الكردي مسعود البرزاني ما حدث في البرلمان بالأمر المضحك ، فيما أشار إلى الحكومة بـ" الصبية ". وقال البرزاني : ان من يحكمون العراق حالياً هم صبية العملية السياسية يفكرون في مصالحهم أولاً وليس لديهم أي خبرة ، والأمور كلها ترجع إلى أحزابهم وكتلهم التي تدار من قبل الدول المجاورة .
لغة الزعيم البرزاني الناضجة سياسياً والعميقة في إنتقاء المفردات الوصفية للحالة السياسية في العراق تستحق التقدير لأنها لم تخلوا من الواقعية وهي ترجمة حرفية للفرق الشاسع بين النموذجين السياسيين القائمين في بغداد وكردستان. و"الصبية" جاءت كتعبير وصفي عن حالة الفوضى التي تسببت بها الكتل السياسية في بغداد والطبقة السياسية بشكل عام.
توجه القوى السياسية الحاكمة في بغداد بشكل مستمر أصابع الإتهام للزعيم البرزاني بالمشاركة في تأزيم المشهد السياسي وإيصال البلاد لحالة الإنقسام، وذلك بهدف تنصل تلك الأطراف السياسية من مسؤولية الفوضى التي تسببوا بها في البلاد على مدار 13 عاماً، إذ لا يُستثنى أي طرف من الأطراف السياسية ( السنية والشيعية ) من مسؤولية ما يجري في العراق . أما إتهام البرزاني بأنه السبب الرئيسي للدعوة إلى تقسيم العراق فهو يفتقر للمصداقية ويندرج تحت إطار تضليل الرأي العام عن الواقع والحقيقة.
فالذي أنتج نموذج الحكم الطائفي في العراق بعد 2003 هي الولايات المتحدة الأمريكية، وساهمت إيران في تكريس المحاصصة والطائفية لضمان سيطرتها التامة على العراق من خلال الأحزاب السياسية الشيعية التي تدار من قبل طهران ، وكذلك تركيا التي وجدت مصالحها في العراق والإقليم في مواجهة حتمية مع إيران فعملت على إستخدام الحزب الإسلامي السُني ( الواجهة الرسمية لجماعة الأخوان المسلمين ) والقوى والشخصيات السياسية السُنية المحسوبة على جماعة الأخوان المسلمين في العراق ، ضمن برنامج تبنيها السياسي للجماعة على المستوى الإقليمي. فالبرزاني لم يكن سبباً رئيسياً لما وصل إليه العراق ، وان كان ينادي بحق تقرير المصير وإقامة الدولة الكردية على الأراضي الكردستانية فهذا لا يعني أنه يدعوا لتقسيم العراق أو أنه خائن كما تسوق الدعاية السياسية الإعلامية ، لأن مطالبته بحق مشروع للقومية الكردية ليس عيب ، والرجل لم يطرح نفسه في يوم من الأيام على أنه زعيماً للعراقيين او قائداً للعراق كي يكون بعد ذلك خائناً في نظرهم عندما يطالب بإقامة دولة للأكراد. إنما قدم نفسه على أنه زعيماً للأكراد ، مطالباً بحقوقهم في إقامة الدولة الكردية ، وهو لم يخدع أمته الكردية أو جمهوره في كردستان كما فعل السياسيون السنة والشيعة مع الشعب العراقي ، إنما هو أستثمر الظروف السياسية المحيطة به لصالح قضيته القومية ، لكن الذين عملوا كأدوات لخلق تلك الظروف السيئة في العراق هم الأحزاب والقوى السياسية السنية والشيعية التي تدار من قبل الدول الأجنبية.
فالدعاية السياسية الإعلامية للقوى الطائفية إنما تهدف لتهميش وتزوير تلك الحقائق والزج بالبرزاني والمستوى الكردي عموماً في خانة العراق والأزمات التي تسببت بها تلك الطبقة السياسية الفاشلة بحق الشعب العراقي . الوجود السياسي الكردي في بغداد إنما هو تماشياً مع القرار الدولي في الإبقاء على الأكراد ضمن الجغرافية السياسية للعراق والدول المجاورة ، وليس تلبية لرغبة الأكراد أنفسهم والذين عبروا عنها في أكثر من مناسبة خلال الفترات الماضية ، فالكل صاروا يعرفون رغبة الأكراد في إقامة دولة خاصة بهم ، والتي لن تكون على حساب العراق كما يسوقون السياسيون في بغداد ، لأن الأكراد كانوا قبل الآن خلال التأريخ جغرافية إدارية سياسية واحدة متماسكة قسمتها المعاهدات الدولية التي أبرمت بعد الحروب العالمية والأزمات السياسية الدولية كما قسمت المنطقة برمتها. والحق القومي الكردي لا يقوم على حدود كردستان العراق فحسب ، إنما حق الدولة الكردية هو ( كردستان الكبرى ) التي تقوم على الأراضي الكردية في شمال العراق ، سوريا ، تركيا ، وإيران .
نجحت السياسة الكردية فيما فشل به الاخرون في بغداد ، النجاح الكردي في إقامة نموذج دولة والإدارة الناضجة لها في ظل بيئة جغرافية إقليمية رافضه لأن يكون للأكراد دولة مستقلة بهم ، يعتبر من أهم الإنجازات التي حققتها القوى السياسية الكردية في كردستان.

وان كنا كعراقيين نريد أن نحاسب من أرتكب الجرائم بحق العراق ، فعلينا أن نتصدى "للصبية" الحاكمة في بغداد ، تلك الكتل السياسية الفاسدة التي أدخلت العراق في دوامة من الأزمات والفتن وساهمت في صناعة الطائفية التي أوصلت البلاد لحال أقرب إلى التقسيم منه الى البقاء موحداً. ان الحل الجذري للأزمة العراقية لا يبدأ من داخل المسرح السياسي الحالي على الأطلاق ، إنما يفترض العودة للمجتمع السياسي الدولي ، لا أقول أن نذهب للدول الكبرى التي ساهمت في إيصال العراق لهذا الحال ، إنما للمؤسسات الدولية كالأمم المتحدة ومجلس الأمن ومحكمة الجنايات الدولية ، للتدخل من خلال دعم حل البرلمان والحكومة معاً وتشكيل حكومة إنقاذ وطني يرأسها عسكري معروف عنه النزاهة وعدم الإنتماء لحزب سياسي أو يكون تحت مضلة دينية ، يتولى إدارة البلاد بدعم دولي كامل في فترة زمنية محدودة، تعمل خلالها الأمم المتحدة بشكل مكثف مع أطراف عراقية عابرة للطائفية على تهيئة البلاد لإنتخابات تشرف عليها بشكل مباشر ويتم إعادة النظر في جميع مفاصل وعناصر العملية السياسية التي أثبتت فشلها تماماً ، وان يصدر مجلس الأمن الدولي قراراً بشأن إرسال قوات لحفظ السلام الى العراق إذا تطلب الأمر ذلك ، أما الإتكال على الكتل السياسية في إيجاد حلول للأزمات في العراق فهو ضرب من الخيال و وهم لأنها عاجزة تماماً ومتورطة بشكل كبير في سرقة المال العام وإرتكاب الجرائم بحق الشعب العراقي.


الأربعاء، 27 أبريل 2016

النواب المعتصمين ( كلام حق يراد به باطل )! ..والحل حكومة إنقاذ وطني يرأسها عسكري

محمد الياسين
اعتصموا داخل قبة البرلمان يطالبون بإنهاء المحاصصة ، وقالوا انهم يتمردون على رؤساء الكتل لأنهم احتكروا القرار السياسي طوال السنوات الماضية!. نبدأ من الفقرة الاخيرة ، فالحق يقال ان رؤساء الكتل يحتكرون صناعة القرار السياسي والكل يعرف ذلك الأمر ، لكن هل هذا يعفي النواب المعتصمين من المسؤولية؟! ، لا ، ونضع بعدها ( ألف لا ) ، لأنهم ساهموا في تكريس احتكار رؤساء الكتل لصناعة القرارات السياسية، وتثبيت الدعائم لنظام المحاصصة الطائفية ، وهم بالأساس أذرع وأدوات لرؤساء الكتل في تمرير سياساتهم ، سواء من خلال التصويت أو اللجان البرلمانية ، وكذلك من خلال الحوارات الإعلامية والتصريحات للصحافة ، الحروب الإعلامية التي أرهقت وإستنزفت الشارع العراقي ، بل لولاهم لما تمكن قادة الكتل من احتكار صناعة القرار السياسي . إما نظام المحاصصة الذي طالبوا بالغاءه ، فهم بالأساس جاءوا من خلاله ، هم شركاء رئيسين في تكريس المحاصصة وتثقيف الناس بأهميتها لحماية حقوق الأغلبية أو ضمان حقوق الأقليات ، كما يدعون طبعا . هذا الكم من الاستخفاف بعقول الناس وتضليل الرأي العام والتلاعب بمشاعر المواطنين جعلهم عبئا كبيرا على الشعب العراقي . هذا الكلام لا يعني ان جانب الرئاسات الثلاث وقادة الكتل هم فرق ملائكية ، بل هم أخوة إبليس بالرضاعة ايضا ، وان كان النواب المعتصمون يصرون على أنهم يحاربون المحاصصة ، أذن فعليهم البدأ بأنفسهم والانسحاب من اللعبة السياسية البرلمانية ويخرجون  عن قواعد المحاصصة الطائفية ويغادرون مواقع المسؤولية الى الجمهور العراقي ويشكلوا حزبا سياسيا أو تياراً عابراً للطائفية يتبنون فيه مواقف جديدة تعبر عن تطلعات الشارع العراقي، فهل هم أهل لذلك؟!! ( أنا شخصيا أجزم بلا)!!.
ليس من المنطق والحكمة أن نطالب الفاسد والطائفي بمحاربة بضاعته! ، فهل يصدق الفاسد عندما يقول بأنه سيحارب الفساد؟! أو يصدق الطائفي عندما يقول بأنه سيحارب الطائفية؟ هل سيناقض نفسه مثلا؟ أم يحاربها؟!!.
لا ننكر بأن المواصفات المطلوبة في رئيس حكومة في ظل البيئة السياسية والتركيبة الحالية المعقدة ينبغي أن تكون إستثنائية جداً إن لم نقل فريدة جداً ، قوية جداً ، لتمكنه على تبني مشروع إصلاحي حقيقي ، بلغة اخرى ودون أي مبالغة ، حاجة العراق اليوم لرئيس على شاكلة " سوبرمان " ليقود البلاد في ظل الأزمات التي تعصف بها ، يميناً وشمالاً . العبادي ليس فقط لا يتمتع بالقوة والشخصية المناسبة لتحقيق ذلك ، في ظل الخصوصية التي يتميز بها المشهد السياسي العراقي من كافة أبعاده وجوانبه الداخلية والخارجية ، بل الرجل أضعف من أن يكون رئيساً لأي حكومة عراقية حتى في وقت تكون فيه الأزمات السياسية والتحديات الدولية أقل من التي نعيشها في الوقت الراهن.
من الذي سيشهر سيف الحق ليحارب الفساد! ، فالجميع قد تورط في هذا المستنقع الموبوء ، فالفساد يعتبر من أخطر وأكبر الملفات السياسية التي أسستها الولايات المتحدة عقب إحتلال العراق ، وعملت إيران على تكريسها ، لإخضاع القوى السياسية المتورطة بالفساد لأجندات أمريكا وإيران ، فالسياسي الفاسد سيدافع عن بقاءه بالسلطة ، إما للإستمرار في تحقيق المكاسب بطرق غير مشروعه أو للحصانة من المحاسبة القضائية ، أو لكلاهما معاً. بالتالي إنتقلت عدوى إستخدام  الفساد في السياسة من المستوى الدولي ضد العراق ، إلى المستوى المحلي بين الأطراف السياسية العراقية .
لا يمكن بأي حال من الأحوال الركون إلى القوى السياسية الحالية في إيجاد مخرج من الأزمات التي تعصف بالبلاد ، وأن ما يجري من مسرحية سياسية قبيحة ، إنما ستنتهي عندما تتفق الأطراف السياسية الحالية على التهدئة والعودة لممارسة المحاصصة الطائفية السياسية ، ولاشك أن للتدخل الخارجي سيكون دوراً في تحقيق ذلك.

الحل النهائي لا يمكن في حكومة العبادي ولا توجد بارقة أمل بالنواب المعتصمين ، إنما الحل الأمثل يكون في حل الحكومة والبرلمان معاً ، وتشكيل حكومة إنقاذ وطني مؤقتة يرأسها عسكري عراقي لا ينتمي لحزب سياسي وغير محسوب على أي جهة سياسية أو دينية ويكون معروف عنه العدل والنزاهة ، وتتولى الأمم المتحدة ومجلس الأمن دعم الحكومة الجديدة والتهيئة لمرحلة سياسية قادمة، تتولى فيها مهمة الأشراف المباشر على إنتخابات جديدة ، ويتم فيما بعد النظر في شكل النظام السياسي والدستور ، وكذلك تفعيل محكمة الجنايات الدولية لمحاكمة المتورطين بجرائم ضد العراقيين وملاحقة الفاسدين وإسترداد أموال الشعب المسروقة.



كرنفال الفساد السياسي في العراق

(لا تجعل الآخرين يفكرون بدلا عنك!! حكم عقلك وأنت سترى الحقيقة واضحة أمامك!! ،لا تأخذ منك سوى دقائق قليلة للتفكير والمقارنة بين الواقع وبين ما يبثونه لك على فضائياتهم الممولة من أموال الفساد!!)

محمد الياسين
إحتجاج الفاسدين على الفساد!!
تصيبني الدهشة وينتابني حزن عميق على حال الوطن المنكوب ، عندما أرى قادة الفساد يقودون تظاهرات ضد الفساد!!! يصفق ويهلل لهم الشعب المنكوب!!! ، لا أدري هل هو إنفصام بالشخصية العراقية ، التي أشار اليها العلامة المرحوم علي الوردي في كتاباته القيمة؟! ، أم أنها ردة فعل وتفسير لأهزوجة : بالروح بالدم نفديك ياهو الجان؟!!، أم أنها ترجمة حرفية لواقع العراق اليوم؟! ( فوضى في فوضى)!.
" جرعة " الديمقراطية الزائدة بشكل مفاجئ التي تلقاها العراقيون!! من الطبيب الأمريكي أطاحت بعقولهم!! وصرنا شعب يعاني من حالة " الشيزوفرينيا " الحادة!! ، بالأمس نتحدث عن فسادهم واليوم نصفق لعدالتهم!! بمحاربة الفساد!! ولا أدري هل نحاربهم بالكلام!! أم ماذا؟؟!. ما فائدة المطالبة بتغيير الدستور أو تعديل بعض بنوده المُختلف عليها ، بينما لم تطبق تلك البنود الجيدة الواردة فيه ايضا!؟ ، ومنها على سبيل المثال : تجريم الطائفية ، التي تمارسها جميع القوى السياسية الحاكمة ، سواء من خلال السلوك بالحكم والخطاب السياسي أو الدعاية والتسويق الاعلامي والشعبي ؟!.
السؤال الذي تستدعي الضرورة أن نثيره  : ما فائدة مطالبة الجمهور لقوى سياسية فاسدة بمحاربة الفساد؟! ، هل ستعمل تلك القوى على محاربة فسادها مثلا؟! ، فنحن نسمع عن فساد المسؤولين ، والكشف عن عشرات ملفات الفساد التي أخذ بعضها مساحة واسعة في الاعلام الدولي ، لكن لم نرى فاسداً واحدا وقف أمام محكمة عراقية ، أو زج به في السجن ، ولم نسمع عن إسترجاع أموال الشعب من أولئك الفاسدين؟!!!.
أذن حدث العاقل بما يعقل!!!!...... والمطلوب تغيير النظام السياسي بالكامل بأداة دولية أممية ، الفاسد والمجرم لن يقفان أمام محكمة عراقية ،إما فاسدة او مُسيسة أو ضعيفة ، إنما بالامكان أن يقفا أمام محكمة دولية عادلة.
القادة السياسيين يتظاهرون على فسادهم!
السيد مقتدى الصدر قاد تظاهرات كبيرة ، وعمار الحكيم يتظاهر ضد الفساد!! ( إما غيرة أو مزحه  )!!! ليس لها تفسير اخر!! ، الصدر والحكيم يتظاهران ضد الفساد ، أذن من المفسد ومن الفاسد في هذا البلد؟؟؟ ، حزب الدعوة؟!!، ومن الذي قدم الدعم لحزب الدعوة في تشكيل الحكومات السابقة والحكومة الحالية؟؟ لو لا السيد مقتدى الصدر لما تمكن المالكي من تشكيل حكومته السابقة!!... الطامة الكبرى ان الشعب يصفق للفاسدين وينتظر منهم محاربة الفساد!!!..
مواقف الصدر والحكيم الأخيرة ضد الفساد ، لا تعفيهما من مسؤولية ما آلت أليه الأوضاع العامة في العراق وخاصة تفشي ظاهرة الفساد ، فيتحملون الجزء الأكبر من المسؤولية ، كونهما يشتركان بالعملية السياسية منذ البداية ، وشاركوا في جميع الحكومات التي شكلت ، ونسبة تمثيلهم كبيرة في البرلمان ، ساهما مع الآخرين في تكريس الطائفية والفساد والمحاصصة!!.
تلك حقائق لا يمكن إلغاءها بمجرد أن قال أحدهم : لا للفساد!!. لأن القول غير عن الفعل!!. نابليون أعلن إسلامه عندما أحتل مصر!!! لأن مصلحته إقتضت الكذب والمراوغة!!!.
فاسدون يدخلون مزاد الشرف!
من المخجل والمعيب حقا ان يصدق البعض مسرحية الصدر والحكيم!! ، كبار الفاسدين هم من كتلة الحكيم ، وكبار الفاسدين هم من كتلة الصدر ايضا!! طوال السنوات الماضية ، أين كانت ضمائرهم من  الفساد الذي دمر الدولة وفكك نسيجها الاجتماعي؟!!، عظم حجم استخفاف السياسيين بعقول العراقيين ، فعندما يخرج الفاسد باقر صولاغ ، كأحد القادة للتظاهرات ضد الفساد؟! وهو من أعمدة الفساد في العراق؟!! صاحب التجارب العميقة !!! ، و هو الذي أعلن إمتلاكه لمليار دولار  أمام المليئ !، دون أن نعرف مصدر المليار!! لكن يكفي أن نعرف أن الرجل هو فاسد من الطراز الأول!! ، ولاندري ما حل بالسيد بهاء الاعرجي " المعتقل" عند تياره السياسي؟!.
من المضحك حقاً أن نعتبر أن السياسي جلال الدين الصغير الذي شخص أزمة المواطن العراقي الإقتصادية بشراءه " للنستلة"!! ، مطالباً المواطنين بالعيش بمبلغ قدره مئة الف دينار شهريا!! ، أن يكون هذا الرجل أحد المطالبين بمكافحة الفساد!! كونه من القيادات الكبيرة بالمجلس الاسلامي الأعلى ، الذي أنخرط هو الآخر في مهرجان أو مسرحية المطالبة بمحاربة الفساد!!! وكأنهم بعيدين عن الفساد!! ولم يتلوثون بوباءه القاتل!!!!.
من المقاربات المضحكة! ... أن السيد الحكيم والسيد الصدر اللذان صارا يطالبان بمحاربة الفساد عقب 13 عاماً من نهب ولصوصية ! مثلما القذافي عندما أراد التظاهر ضد نفسه حينما تظاهر الشعب الليبي للمطالبة بتغيير النظام!!!!. ولا نستبعد أن يخرج اللص الهارب وزير التجارة الأسبق  فلاح السوداني بمظاهرة ضد الفساد والفاسدين من مقر إقامته حيث يختبئ ،  بعد أن " خرطت السالفة ، كلش كلش "!!! ولربما يشاركه في ذلك عبعوب صخرة!! وسيم مجاري بغداد ، وقد يشترك في هذا الكرنفال الفاسد الدولي حسين الشهرستاني!! ايضا ، الذي شغل الإعلام العالمي والسلطات الدولية مؤخراً!! .
بعض الظرفاء يقولون أن السياسيين خرجوا في تظاهرات عقب إفراغ خزينة الدولة ، وشحت موارد البلاد بعد أن " شُفطت" شفطاً!! وبسبب الأزمة المالية والإقتصادية التي تمر بها نتيجة إنخفاض أسعار النفط عالمياً، لذا خرجوا مساكين السلطة والبرلمان!!، ناقمين على شحت الموارد !! ، وهم يطالبون بالمزيد في قرارة أنفسهم!!! ، من أجل إكمال مسيرة النهب والسرقة واللصوصية التي مارسوها على الشعب العراقي!!!. ..لا أدري هل أقول هنيئاً لنا بهم ، أم هنيئاً لهم بنا؟!!! ، هل هو سوء حظنا أم حسن حظهم؟!.
كذلك ينبغي التأكيد على أن لصوص السُنة كما لصوص الشيعة ، جميعهم في مركب فساد واحد! لا يوجد فاسد سُني شريف ،و آخر شيعي غير شريف !! والعكس صحيح ، الفاسد ختم على جبينه ومؤخرته أنه " فاسد وغير شريف"!!!.الطبقة السياسية السُنية غارقة بالفساد حد النخاع ، وهم يتباكون ليل نهار على مظلومية السُنة ، التي هم السبب فيها . تاجروا طوال 13 عاماً بالسُنة ومظلوميتهم!! ، كما الشيعة تاجروا بمظلومية الشيعة قبل ذلك ، العراقيون صاروا سلعة تباع وتشترى بسبب طبقة سياسية فاسدة لا مثيل لفسادها على الإطلاق!!.
خدمات إيرانية جليلة للعراقيين!!
هل ما يجري في العراق يستدعي أن نسميه بـ ( الثورة الإيرانية ) على الفساد؟! ، بالتزامن مع هذه الثورة المباركة!! ، فإيران تقود معركة ضد داعش على أرض العراق!!!.. .عظم الجميل الإيراني تجاه العراقيين!!!! والمحاسن التي يقدمونها لنا!! ، يا ترى هل سيتذكر العراقيين الخدمات الجليلة التي تقدمها طهران لهم؟؟!!!!. يقاتلون لنا داعش ويثورون على فساد حكامنا!!!! يا اللهي ما أعظمهم من أمة!!!!!!.
لكن يراودني سؤال وحيرة : من صدر لنا بهائم السلطة الفاسدين؟! ومن الذي كرس حالة الإنقسام بين المجتمع العراقي؟! ومن السبب وراء بزوغ فجر الإرهاب والجريمة والتخلف وإنعدام الأمن وتفشي الفساد في هذا الوطن المنكوب؟!!!.

الطبقة السياسية والفساد...علاقة طردية!
إذا إفترضنا أن الفساد يتركز بالحكومة ، أذن جميع الكتل السياسية البرلمانية تشترك في هذا الفساد ، لأن  جميعها ممثل بالحكومة ، والحكومة إنعكاس  لواقع البرلمان المنتخب وتوزيعاته السياسية والطائفية ، وعدم وجود معارضة سياسية داخل البرلمان ، لإشتراك الجميع بالتركيبة الحكومية ، يقدم دليلاً دامغاً على إشتراك الجميع بكرنفال الفساد الجاري دون إستثناء!!!.
هاتوا لي وزراء ونواب من السماء فأصدق أنهم غير متورطين بالفساد ، عدى ذلك فالجميع إما متورط بشكل مباشر أو غير مباشر!!!!.
تفشى الفساد لغياب الدولة وتعطل القضاء والقانون والمحاسبة . فعندما تضعف الدولة تنتشر الفوضى ويعم الفساد ، وهذا ما حدث للعراق . الدولة القوية هي الضمان الفعلي لمسيرة أي دولة ومجتمع بشكل صحيح. لذلك هي معادلة واضحة تقوم على : دولة ضعيفة = فوضى وفساد . دولة قوية = أمن وإستقرار.
عندما يرفع المتظاهر البسيط شعارا يعتبر فيه ان الإصلاح يبدأ من إلغاء المحاصصة ، فهذا دليل وعي يتطلب الدعم والمزيد من التثقيف به ، لكن عندما يتحدث المسؤول الفاسد عن ضرورة محاربة الفساد ، فهذا تضليل للرأي العام يتطلب فضح كل من يتستر خلف شعار محاربة الفساد وهو غارق بالفساد!!.


خيارات للخروج من الأزمة العراقية


التغيير الوزاري لن يقدم جديدا ، والمطلوب إما وضع العراق تحت الوصاية الدولية وإرسال قوات لحفظ السلام وبناء عملية سياسية جديدة تحت إشراف دولي أممي مباشر وإعادة النظر في شكل نظام الحكم . أو ادخال العراق في عزلة سياسية طوعية ، بإعلان ميثاق وطني جامع لكافة القوى السياسية الحاكمة والمناهضة للعملية السياسية ، ينص على تعطيل جميع الاختلافات الفكرية والسياسية وتنمية المشتركات ، دخول العراق رسميا في عزلة سياسية حصرا بشكل طوعي ، أي لا يتعامل ولا يتفاعل مع أي حدث أو قضية أو ملف سياسي دولي او إقليمي ، مقابل توسيع النشاطات الاقتصادية والثقافية مع العالم وينكب على بناء الداخل المدمر ، دون تحديد موعد زمني لإنهاء العزلة السياسية ،مع ذكر الأسباب ( العراق صار يؤثر ويتأثر سلبا بكل شاردة وواردة من دول الجوار والعالم وأحداث سوريا ، اليمن ، البحرين ، إعدام النمر ، حرق السفارة السعودية في ايران ) كلها تأثر العراق بها سلبا ، كما يتم الإعلان عن مبدأ حسن الجوار ، وينص على ان العراق يقف على مسافة متساوية من جميع جيرانه ويدعو للمعاملة بالمثل.