ترجمة

الأربعاء، 21 يناير 2015

رسالة الحوثي الإيرانية للرياض!!

رسالة الحوثي الإيرانية للرياض!!

بعيداً عن ضجيج الإعلام وتحليلاته السياسية ، لايمكن إعتبار ما حدث من تطور جديد وخطير في الساحة اليمنية سوى رسالة إيرانية واضحه أوصلها الحوثي إلى الرياض على الطريقة الإيرانية المعتادة " لي الأذرع ". الكم الهائل من التنازلات التي قدمتها الحكومة اليمنية للحوثين طوال الفترة القصيرة الماضية كشف عن ضعف كبير في الجانب الحكومي أمام التمدد الحوثي عسكريا الذي حظي بدعم الرئيس الأسبق علي عبد الله صالح ، هكذا يرى الإعلام العربي المشهد السياسي اليمني ، لا شك بضعف الدور الحكومي الذي بدت معاناته تتضح يوما بعد آخر وهو يقدم التنازلات تلو الأخرى لجماعة الحوثي ويتلقى الضربات تلو الضربات ، لكن هذا لا يعني أنها الحقيقة كاملة ، أما الجزء الأخر من الحقيقة ، ان الممارسات الاستفزازية الحوثية كانت بهدف جر الحكومة وحلفاءها  القبائل إلى صدامات مسلحة  لهذا استمرت جماعة الحوثي بممارسة سياسات إستفزازية بخطف مسؤولين رسميين ومداهمة المدن والمقار الحكومية وغيرها أمام صمت حكومي صدم الكثيرين . يبدوا واضحا ان سيناريو الصدام المسلح كان رغبة إيرانية جامحة لإشعال البلد الأكثر تماسا مع العدو التقليدي لطهران ، المملكة العربية السعودية ، التي تتُهم من قبل إيران وروسيا بأنها تستخدم سلاحها التقليدي ، أي النفط لكبح جماح الطموحات الإيرانية المتزايدة في المنطقة العربية وكسر شوكة الدب الروسي ، الحليف الاستراتيجي لإيران والداعم الأقوى للنظام السوري.
الرغبة الإيرانية تتمثل في إيجاد عصا غليظة لترويض المواقف السعودية في ملفي النفط وسوريا من خلال إشعال الساحة اليمنية بالصراعات الدموية المسلحة يكون حليفها الحوثي طرفا رئيسيا فيها . في هذا السياق تحديداً ، أستعرض ما قاله الأميرال علي شمخاني وهو مساعد أمني كبير للزعيم الأعلى علي خامنئي  إن بلاده مستعدة تماما الآن لإجراء محادثات صريحة وواضحة ومتواصلة تشمل جميع القضايا ذات الاهتمام المشترك مع السعودية. وبحسب وكالة الأنباء الإيرانية ان شمخاني أبلغ سفير إيران لدى السعودية بضرورة إيجاد مشتركات مع الرياض ، معتقدا ان قتال داعش يمكن له ان يكون المدخل المناسب لتحقيق ذلك! ، بينما قال مسؤول إيراني هذا الأسبوع إن وزير الخارجية محمد جواد ظريف أرجأ زيارة للسعودية احتجاجا على رفض الرياض خفض انتاج النفط للمساعدة في رفع الأسعار.
إيران الساعية إلى عقد جوله مفاوضات مع السعودية املا منها في التوصل إلى صيغة حل مع الرياض كي تتراجع الاخيرة عن سياستها النفطية المرهقة للسوق الايرانية لا تريد الدخول في هذا النوع الحذر من التفاوض مع الرياض من منطلق ضعف وخنوع قد يؤدي بها لتنازلات في بعض القضايا الاقليمية ، لذا سعت إيران في خلق متغير جديد طارئ يقوي موقف المفاوض الايراني ويحمل الرياض بالموافقة على تخفيض حجم الانتاج النفطي لانعاش الاقتصاد الايراني المتدهور!. أذن لم تجد طهران أفضل من تأزيم المشهد الامني والسياسي في اليمن لخلق عصا غليظه يلوح بها مفاوضها لتغيير مجرى الأمور لصالح بلاده.
هذه المغامرة الإيرانية الجديدة التي ستقابل برفض وغضب دولي كبير لا تعني ان إيران قوية كفاية بقدر ما تعني أنها تصرخ وتتألم جراء تفاقم الأزمة الإقتصادية الجديدة التي فرضتها السياسة النفطية لدول الخليج العربي.فهي تحارب في أكثر من جبهة في العراق وسوريا ، إيران وحلفاءها التقليدين يعيشون مرحلة إستنزاف مدمر على الصعد الإقتصادية والبشرية والمعنوية. خاصة في حال أنها خسرت ذراعها الأقوى في المنطقة ، حزب الله اللبناني ، فيما لو ذهب الأخير لخيار الرد العسكري على إسرائيل إنتقاما لمقتل عدد من قيادات الحزب الميدانيين ومسؤولين إيرانيين ايضاً في الجولان. فأنه سيكون قد دخل قبره بيده.ولن يتمكن بتاتا من الإستمرار في القتال بأكثر من جبهة ما سيؤدي به إلى سحب مقاتليه من سوريا حيث تضعف بذلك اليد الإيرانية الضاربة في سوريا لصالح الجهاديين المتشددين والمعارضة المعتدلة ايضاً.

محمد الياسين     

السبت، 17 يناير 2015

الله والإرهاب!

             الله والإرهاب!
العقل البشري ؛ هو من الميزات الفائقة للروعة التي خلقها الله في الانسان ، فترك لنا جميع الخيارات متاحة ، القدرة على الاختيار في الحياة هي نتاج التفكير البشري ، ثم ترك لنا ايضاً حرية الاختيار في الايمان به أو عدم الايمان ، التقرب منه بالعبادات الدينية أو الابتعاد عنه ، لم يجبرنا على شيئ قط . لكنه ابلغنا بأن هذه الحياة ستنتهي في يوما ما، رغم انه الملك الأقوى،  لكنه لم يطلب منا التصديق بذلك ايضا ، وترك لنا حرية الاختيار مرة ثانية!.
لماذا أذن أعتاد الانسان ان يُحمل الله اخطاءه وقذارته البشرية من ارهاب وقتل وتدمير وتطرف وخراب؟! ، حتى الحروب والمآسي والكوارث التي يتسبب بها الانسان صارت تُنسب إلى الله!!.
ركنا اساسيا لاكتمال العقيدة الايمانيه عند المسلم التصديق بجميع الانبياء والرسل والكتب السماوية التي سبقت النبي محمد ، الاسلام لم يأتي لإلغاء الرسالات السابقة وإنما جاء للتأكيد عليها ، جاء القرآن ليقول لنا ان لم تؤمنوا بعيسى وموسى ويوسف وداود وسليمان وابراهيم وصولا إلى ابونا أدم وامنا حواء فأنتم لستم بمسلمين ولن تؤمنوا بمحمد ،  الاسلام ليس دينا بلا جذور ، اذ جاء استكمالا لسلسلة متواترة من الأحداث التأريخية منذ بداية الخليقة بين الله وملكه والحياة والانسان وباقي الكائنات التي خلقت مع الانسان أو قبل الانسان.
كل الحماقات البشرية صارت تنسب إلى الله ، كل الأفعال الشنيعة نجد اسم الله يزج فيها، أما من باب التزوير للحقائق والاخفاقات البشرية أو من باب التخبط واللاوعي وكلاهما سيان في مرحلة ما ، هل الفوضى والدمار اللتان احدثتهما الحروب البشرية طوال الزمان هي من صنع الله أم من فعل الانسان ؟!، هل تلك عقد الله أم عقد الانسان النفسية؟! جشع الله أم جشع الانسان؟!. جشع الله بماذا وهو خالق كل شيئ؟! وليس بجشع الانسان لماذا وهو لا يملك شيئ؟!.
خطايا الإنسان عندما تنسب إلى الله ،ما شكلها!، لا شك ان صورة مشوهة تتشكل من ذلك كله وسببها خطايا الانسان ، من أسكن أدم وحواء جنة عدن؟ ومن أخرجهما منها؟ ولماذا؟ ، هل الله من وسوس لهما بأن يأكلوا من الشجرة المُحرمة؟ أم انه حذرهما قبل ذلك بأن لا يقتربا من تلك الشجرة؟! هل هو الله أذن ؟ أم النفس البشرية التي أذنت لوساوس ابليس ان يتمكن منها؟!. وهل انتهت جنة الانسان عند ذلك ؟! هل انتهت فرصتنا بأن نحيا من جديد؟! أم كانت جنة الارض تنتظرنا ؟! رغم ارتكابنا الخطايا فقد وهبنا الله فرصة ثانية للعيش بسلام في جنة الارض ، لكن يا ترى  توقفنا عن ممارسة الحماقات وارتكاب الخطايا؟! أم استمرينا بذلك حتى يومنا هذا؟! .تستمر خطايانا بحق انفسنا ونعاود الكره ونلقي اللوم على الله! نرتكب الحماقات وننسبها اليه!.
كم من الحماقات والخداع ارتكبنا بأسم الله!! ، كم من المجازر والقتل والترويع مارسنا ضد بعضنا بأسم الله!! كم من القذرات فعلنا بحق انفسنا بأسم الله!! ، نرتكب الحماقات تلوا الحماقات بحق انفسنا ثم نسب ونشتم بعد ذلك الله وانبياءه ورسله!! ، هل هو الغباء مثلا؟! أم أمور أكبر من الغباء! لا تتخطى شراهة النفس البشرية في هذه الحياة .
هل الله من بعث بتلك الطائرة ومن عليها ليفجر ابراج مركز التجارة في نيويورك مثلا؟! أم هما الله ومحمد بعثا البغدادي كخليفة للمسلمين؟! أم هي وساوس الله الى الشابين الفرنسيين حملتهما على قتل الصحفيون في صحيفة شارلي إبدو ؟! مثلما وسوس ابليس لأدم وحواء! ، أم ان الله بعث الخميني على متن طائرة فرنسية لتحط اقدامه ارض ايران برسالة الاهيه جديدة ليتولى الحكم في ذاك البلد ويكون احمقا ساديا دكتاتوريا آخر؟ّ هل هو الله ايضا؟!. هل كانوا ستالين ولينين الروسيين الملحدين اسلاميين متطرفين مثلا؟! الذين مارسوا الارهاب بشتى صوره ضد البشرية؟! أم كان هتلر اسلاميا متطرفا فأقام محرقة الهولوكوست ضد اليهود؟!. يصيبني الغثيان في كل مرة اتذكر اني أكتب شيئاً في حماقة وغباء الآخرين،لأنهم دائما ما يلقون اللوم على الله وانبياءه في أفعال يرتكبها البشر!، لكنهم لا يكلفون أنفسهم عناء البحث في الدوافع السياسية البشرية في تلك الاحداث؟!.
حتى عندما نريد ان نُجمل بشاعة افعالنا وقبحنا ، ماذا نفعل؟! ، نتحدث عن الحرية باللسان ونقتل بعضنا البعض بالافعال ، نرفع ايادينا للتسامح والسلام  ونشهر سيوفنا بالأيادي الاخرى للقتل والدمار ، ندعو لاقامة العدل ونمارس الظلم بأعلى درجاته ، ندعي مساعدة الفقراء والمحتاجين ونحن أول من نسرق قوتهم ونغتصب انسانيتهم ونمتهن كرامتهم !.
ثم في الحديث عن المساواة والحرية ، يُتهم النبي محمد بعكس ذلك ،  ليضاف المزيد من الزيف على التأريخ ، كونهم اغفلوا ان أول مواجهة لهذا النبي مع الجاهلية  كانت بسبب دعوته للمساواة بين الناس ، أول صراع مع قومه لأنه دعاهم لعتق رقاب العبيد ، الكل يعرف قصة المؤذن العبد بلال الحبشي الذي أصبح بعد  دخوله الاسلام مؤذنا للمسلمين لبى نداءه الغني والفقير كلما أرتفعت حنجرته بالاذان!. ماذا بعد ذلك كله يا ترى ؟! ، كالعادة سيأتون حمقى يصدعون رؤوسنا بأكاذيبهم عن الحرية والمعرفة والديمقراطية ثم يقولون ببساطة ،ان الارهاب هو الله ، ومحمد إرهابيا!!! .
أقول جازماً ان الله وانبياءه لم يكونوا السبب وراء افعالنا البشرية السيئة بحق انفسنا، فماذا تقولون أذن بقصة نوح وموسى ، ألم يرسلهم الله لمقاتلة الظلم وبسط العدل بين الناس؟! ، قبل ان تحدثونا عن اوهامكم السيئة وكوابيسكم عن الله ومحمد  فعليكم ان تقنعوا عقولنا لا عواطفنا!.
محمد الياسين