ترجمة

الاثنين، 18 أبريل 2011

لا حيـاة لمـن تُنـادي .. بـرلمـانيـوا العـراق!

يصطافون ويبذخون الملايين من خزينة العراق ويوغلون في الحياة الفارهة في دول الجوار والعالم ، والشعب يعاني ويآن من صعوبة الحياة وقساوتها  حيث يعيش العراقيون في الداخل تحت درجة حرارة  تتجاوز الـ 50 مئوية ، وفي المحافظات الجنوبية تتجاوز الـ 60  ،تزامناً مع الآنعدام الشبه تام للتيار الكهربائي في عموم البلاد عدى المناطق الشمالية في كردستان ، وانعدام الجانب الخدمي للمواطن بشكلاً كامل ، ويزيد فوق هذا كله التدهور الآمني الكبير الذي تعيشه البلاد منذ سنواتاً طوال وقد خفت حدته في السنتين الآخيرتين ، آلا آنه عاود في الآونة الآخيرة لتشهد العاصمة العراقية بغداد ومدن آخرى تصاعد حدة أعمال العنف والتفجيرات مستهدفتاً للمواطنيين وكان أبرزها قبل اياماً قلائل التفجير الإجرامي في منطقة باب المعظم وسط بغداد والذي استهدف مركزاً للتجنيد والتطوع العسكري حيث تواجد مئات الشباب العراقيين العاطلين عن العمل بحثاً عن لقمة العيش ليفجرهم ويفتك بهم آرهابياً كافر لعنة الله عليه وعلى من دفع به ويقتل أحلامهم البسيطة تلك التي غادرت الحياة في لحظة الإنفجار وسقط المئات بين شهيداً وجريح .
في ظل كل هذه الضروف المآساوية وعلى النقيض منها  نذهب إلى مشهداً وردياً جميل تتخله كافة الوان الطيف الصيفية الساحرة حيث ينعم نواب البرلمان الجديد بحياة شديدة الترف بعد آن تسلموا المهنة المربحة من قبل زملائهم السابقين وتعلموا منهم حرفة الكذب والنفاق والسرقة ، وسرها  بالترفيه عن أنفسهم في دول الجوار والعالم ليقدموا آكثر إلى شعبهم فنتيجة التعب والإرهاق للعمل الشاق والمستمر في خدمة الموطن ؟!!  لايستطيعون تقديم خدماتهم " الربانية " إلى من صوت لهم !!! ، حيث يعيشون نواب العراق الجدد القصور ويقضون فصل الصيف في أفخم وآغلى المنتجعات والمصايف في سوريا والآردن ولبنان ومصر وتركيا ودول أوربا ، تاركين خلف ظهورهم معاناة الشعب العراقي ، ويصمون آذانهم عن آنينهم ويغلقون أعينهم عن مشاهد الموت والدمار التي تفتك بأبناء شعبهم كل يوم  ، الشعب الذي سُحق وآهين جراء ضمائرهم الفاسدة وآفعالهم المشينة ، حينما صدق العراقيون آكاذيبهم وزحفوا للتصويت في الإنتخابات النيابية الآخيرة في ظل الإنفجارات والتهديد بالقتل على المشاركة فيها بل وضحى الكثيرون بحياتهم جراء الإشتراك في هذه الإنتخابات ظناً منهم بضمان حياة افضل لإبناءهم ..
والآمر من هذا في الوقت الذي ينتظر العراقيون بفارغ الصبر إنعقاد جلسة البرلمان والتي اجلت لأكثر من مرة للأعلان عن تشكيل حكومة تتولى مهامها الدستورية وتعمد على حل الأزمات الخانقة التي تعصف في البلاد ، وبعد الوعود التي قطعها هؤولاء النواب قبل الإنتخابات ودخولهم قبة البرلمان بأن يكونوا " خدماً  " للشعب العراقي ويحققوا كافة طلباته ومتطلباته الاساسية  وفي مقدمتها اصلاح الخدمات واعمار البلاد ، يبلغ عدد النواب المسافرين لقضاء فصل الصيف خارج العراق " 300 " نائب !!!!
في الوقت الذي تمر فيه البلاد بفراغ دستوري شكل آزمة مستعصية وجمود في محادثات ومشاورات الكتل السياسية عرقل من التوصل لصيغة حل لتشكيل الحكومة نتيجة إستمرار دوامة الصراع السياسي بين قادة الكتل الكبيرة على من يترأس الحكومة ،  تبرز آنانية الذات بتغليب المصلحة الشخصية على العامة حيث يتفشى بين الآوساط السياسية في العراق وخاصة لدى قادة الكتل الكبرى " داء العظمة – داء الأنا " وتدخل ضمن المصطلحات الآساسية في مباحثات تشكيل الحكومة وتقاسم السلطة وتوزيع المناصب السيادية والحقائب الوزارية فيها .
ومن الأمور المثيرة للسخرية والمضحكة المبكية في ذات الوقت والتي نعيشها في هذا الزمن الردئ بمن يتحكمون بزمام الامور فيه ، حيث آشارت مصادر مطلعة في مكتب الجوازات في مطار بغداد بأن آكثر من ثلثمائة برلماني من الدورة الجديدة سافروا إلى دول مجاورة وإقليمية لقضاء أشهر الحر خارج العراق  ، ومن جهة آخرى كشفت مصادر سياسية بأن العراق هو البلد الوحيد الذي يكثر فيه سفر نوابه  ، آضافة إلى تقاضي المخصصات المالية الخيالية !!.
هذا وقد آعلنت النائبة عن الكتلة العراقية وحدة الجميلي آن مبنى مجلس النواب يكاد يخلوا من آي حضور للبرلمانيين ، وقالت الجميلي ( ذهبتُ إلى البرلمان ولم يكن حاضراً فيه سوى عدد قليل من النواب لايتجاوز الـ " 3 " نواب ) !!..
وآضافت الجميلي ( آن على النواب الذين بدأوا بتسلم مستحقاتهم المادية بدءاً من الآول من حزيران الماضي مسؤولية خطيرة تتعلق برقابة المؤسسات التنفيذيه ومتابعة الآزمات الخانقة التي يمر بها الشعب ) ، وشددت على ( آن البلد يعيش آزمة سياسية وإقتصادية وخدماتيه وعلى النواب أداء مسؤوليتهم بضمير ووفاء للأصوات التي أنتخبتهم ووضعت ثقتها فيهم ) . " وشهد شاهد من اهلها " .
 لذا فعلينا آن لا نعول على هذه الثلة من الرجال والنساء الذين آتوا على غفلة من الزمن سلطهم القدر علينا ليعبثوا بحياتنا ويبددوا آمالنا وآمننا وثرواتنا وحضارتنا وتأريخنا العريق ، فعلينا آذن أن ننبذهم وآن لاننتظر منهم الحلول لآزماتنا وكوارثنا ومشاكلنا لآنهم آضعف بكثير من ذلك وفاشلين إلى الحد الذي حملهم على الهروب خارج العراق خوفاً من " الحر " الذي تمر به البلاد وهو متعارف عليه في بلدنا  في هذا الفصل من السنة ،آي انه ليس صدفة أو مفاجأة لنا! ، ورفضوا لأنفسهم آن يقاسموا أبسط ما يعانية إبناء الشعب ،  الذين صوتوا لهم وأوصلوهم إلى ماهم عليه اليوم  ، وبذلك لا أعتقد آنهم يعتبرون في قرارة أنفسهم المريضه  باقي ابناء الشعب العراقي مواطنيين من الدرجة الآولى ؟! .
ولكي لانضع الثمر الفاسد مع الطازج في سلة واحدة فعلينا القول بأن هنالك البعض ممن تقدموا بدافع الوطنية وحملتهم النخوة على بلادهم لخدمة ابناء شعبهم ومع شديد الآسف هم قلة ، فقد خاضوا غمار الإنتخابات فمنهم من حالفة الحظ في دخول المجلس ومنهم من لم يحالفه الحظ .

ولم يتبقى لنا آن نقول آو لم يتركوا لنا آن نقول لهم سوا أنكم لاتستحقون آن تمثلوا الشعب العراقي بل وأنتم لا تمثلون سوى أنفسكم فعلاً ، وأن كنتم تطبلون بأن الشعب أنتخبكم فأنتم واهمون إيها السيدات والسادة في المجلس الموقر ، فنتيجة انعدام الخيارات الحالية لشعب العراق ولقلة الحيلة أنتخبكم ودفع بكم ظناً منه بأنكم ستوفون بما وعدتم ، وها أنتم لا تختلفون عمن سبقكم في مجلس النواب ، فقد بحت اصواتنا واصوات شعبنا ونحن ننادى ونصيح عليكم فلا فائدة منكم ولا من الذين سبقوكم .
لذا فعلى شعبنا العراقي آن ينتفض إنتفاضة شعبية عارمة من اقصى الشمال إلى اقصى الجنوب كالتي حدثت موخراً ،  لنسقط بذلك وإلى الابد الاوثان والاصنام ونزيل العار الذي لحق بنا جراء من يدعون تمثيلنا في مجلس النواب ونطوي صفحة سنوات الذل والهوان من تأريخ العراق ، والتي عشناها بوجود نوابنا الافاضل ، الذين عاشوا ونحن مُتنا ، أغتنوا ونحن فقرنا ، سكنوا القصور ونحن سكنا الخيم . فقد صدق الشاعر في قصيدته حينما قال  ، ( أسمعت لو ناديت حياً .. ولكن لاحياة لمن تُنادي )  ، وكأنها قيلت في حق برلمانيوا العراق .
محمد الياسين
                                        

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق