ترجمة

الاثنين، 18 أبريل 2011

قراءة تفصيلية ..في مجريات الملف الأمني ومشروع التقسيم !!

في كل جريمة ترتكب من البديهي أن يبدأ المختصون البحث في محاور الجريمة والاسباب ورائها  وتحديد الاطراف المشتبه بهم وأستقراء نتائج الجريمة والمستفيدين من  نتائجها. منذ العام 2003  فرز الاحتلال جملة من التغيرات الجذرية أثمرت عن واقع جديد  غير متجانس مع طبيعة المجتمع العراقي , مشروع إستيراتيجي هدفه الاساس التقسيم يمر المشروع بمراحل متعددة لكل مرحلة اداة لتحقيق اهداف مرحلتها , علينا أن نتناول بدقة متطلبات تحقيق المشروع  لنفهم بذلك كل ماجرى ويجري على الساحة العراقية أمنياً وسياسياً وأجتماعياً لنعرف الجاني الذي يقتل شعبنا من الشمال إلى الجنوب وحقيقة بقاء العملية السياسية ضمن أطار مبدأ المكونات  الدينية المذهبية والعرقية العنصرية  والمحاصصة بينهما  والتي لن يتم تجاوزها حتى في المرحلة المقبلة كأساس في نظام الحكم .
بعد أنهيار النظام السياسي في العراق وتفكيك مؤسسات الدولة كان البديل للأمريكيون  هو المعارضة التي يشكل الجناح الديني فيها الاغلبية ولهذا الجناح المتنوع والمتعدد الاوجه والتسميات والانشطة , هدف يجمعه "تقسيم العراق" إلى مناطق على ألاسس المذهبية على غرار ( أقليم كردستان ) من حيث المبدأ ,  لتتمكن من فرض سلطانها على هذه المناطق لابد من أيصال المجتمع العراقي إلى القناعة بضرورة التقسيم المناطقي وأيجاد عوامل تحفزها لدى المجتمع لإيصال المواطن الى هذه القناعة ,و أيجاد الشريك المناسب من الطرف الاخر الذي يتبنى المشروع في مناطق يعدها حاضنة مذهبية له .
في بدايات الاحتلال ودخول قوى واحزاب ( الاسلام السياسي ) إلى العراق لم تكن حاضناتها الشعبية تؤهل لطرح المشروع بشكل جدي وواسع , فوجد هذا الجناح من تحفيز النعرات الطائفية والعرقية وزرعها داخل المجتمع العراقي اللبنة الاساس والانطلاقة لخلق حاضنة شعبية يستند عليها مستقبلاً في طرح وتنفيذ مشروع التقسيم المناطقي...
يبدأ بتفكيك المجتمع العراقي وأعادة بناءة  بما يتجانس مع مشروع التقسيم من خلال تدمير منظومة القيم والمبادئ   للمجتمع وأيجاد البديل المناسب منظومة مجتمعية تبنى على أساس التعصب للطائفة والعرق والتعامل معها كأساس للأنتماء وليس الوطن , يأتي الامر من خلال ابراز مرجعيات الدين السياسي المتنوعة والمختلفة في المعتقد الديني من خلال قوى واحزاب تتبنى الطرح السياسي لمشروع التقسيم المناطقي وتفعيلة على ارض الواقع , لاحضنا خلال السنوات الاولى للأحتلال أزدياد شعبية هذه الاطراف الدينية الشيعية والسنية .
حيث أستطاعت من تعميق الهوه التي تهدف لترسيخها داخل المجتمع بتقسيمه لجملة من المكونات تتفاوت في النسب من خلال أستخدام أدوات السلطة وأدوات العملية السياسية  التي تشكلت وفق مبدأ  المكونات الشيعي , السني, الكردي , التركمان , المسيح والاقليات , و أيجاد شركاء وحلفاء من جميع المكونات المذكورة ليشاركوا  في العملية السياسية التي أعتمدت في  نظام الحكم والتشريعات الدستوية والقانونية مبدأ المحاصصة على أساس المكونات ونسبها  في المجتمع العراقي , ولو عدنا قليلاً إلى الوراء سنجد أن أزياد شعبية "مرجعيات الدين السياسي "المختلفة جاء نتيجة الاحداث الدموية فكانت ردة الفعل الطبيعية لأي مكون الركون إلى من يزعم تمثيله مذهبياً وهنا لعب كلاً من سياسيي الاسلام السياسي  دوراً كبير في تثقيف المواطن الشيعي بأنه مستهدف من السني وكذلك السني بأنه مستهدف من الشيعي والعربي  مستهدف من الكردي والكردي من العربي والمسيحي من المسلم  وهكذا , وللأعلام "المسيس"  ايضاً الدور الكبير في التأكيد على هذا الامر  .,.
لو راجعنا بتأني خارطة وأسلوب وأهداف الاحداث الامنية في العراق بصورة عامة وبغداد بصورة خاصة نجد أن أغلب عمليات التفجير والتفخيخ وزرع العبوات الناسفة والاغتيالات وجهت بصورة عشوائية داخل المناطق السكنية مستهدفة المساجد السنية والحسينيات الشيعية والمراقد المقدسة والكنائس وكافة مراكز تجمع المواطنيين الاخرى ,غالباً ما تكون الاحتفالات بالمناسبات والشعائر الدينية الشيعية أو السنية على حد السواء عرضة لمثل هذه الاحداث الدموية حيث سقط المئات  ضحايا هذه الاعمال ...
هنا نتسائل عن المستفيد من أستهداف المدنيين بهذا الاسلوب الهمجي ؟ ولماذا تتركز  العمليات الارهابية على المساجد السنية والحسينيات الشيعية ودور العبادة ؟ وما النتائج التي ممكن أن تثمر عن مثل هذه الاعمال ؟  والسؤال الذي يطرح نفسه بشدة من يقف وراء تسيس "الإعلام " لينقل الحدث كما يريده منفذيه من خلال أستخدام مصطلحات تخدم اهداف هذه الجرائم بتقسيم المناطق السكنية المستهدفة على اساس المذهب والطائفة ؟
فيما يخص التسائل الاول ذكرت  بأن مشروع  "التقسيم المناطقي"  يمر بمراحل متعددة   تستخدم فيها جميع الوسائل المتاحة  من داخل السلطة و بمساعدة أنظمة أقليمية ودولية  تعتبر تقسيم العراق من أولوياتها في  منطقة الشرق الاوسط وهي تدفع وتمول بقوة لذلك  ...
فأننا نستقرء أن المستفيد من نتائج  العمليات الاجرامية التي اتخذت أساليب متنوعه ضد الشعب العراقي هم اصحاب المشروع  حيث أنها تخلق حالة من  الاستقطاب الطائفي بين المواطنيين تسهل مستقبلاً تقبل المواطن العراقي لواقع التقسيم , وتأكيداً على ذلك نجد أن ذات  القوى والاحزاب الدينية فرضت سيطرتها على المناطق ذات الاغلبية المذهبية الشيعية أو السنية منذ بداية الاحتلال  وأبرازها تابعة بشكل كامل لهذا المذهب أو ذاك وتعزز هذا الامر بعد أحداث 2006 الدامية والتي بدأت بتفجير قبة الامام على الهادي في سامراء  حيث أن هذه الحالة سهلت عملية الاستهداف و أيصال الرسائل الطائفية من ورائها , أما بخصوص تسيس الأعلام والذي لعب دور كبير في كون أغلب المنافذ الإعلامية المقروءة والمسموعة والمرئية أداة بيد القوى الدينية حيث بات الإعلام من أهم الادوات التي تستخدم لتحقيق أهداف مشروعهم من خلال الطرح الطائفي المتعصب وأستخدام مصطلحات تفرق بين المواطنين على أساس الانتماء المذهبي والعرقي ...
أذن  من البديهي علينا الان أن نعرف أن الذي يقف وراء أغلب وأكبر عمليات العنف الدموية هم الذين ينادون بضرورة تقسيم العراق إلى  أقاليم تبنى "على ألاساس المذهبي والعنصري "  وأيضاً من البديهي أن نعرف أن العملية السياسية التي بنيت على مبدأ محاصصة المكونات هي لن تستوعب نظام علماني يتسلم حكومة فيها وأذا أستوعبت ذلك سيكون وقتي ولتلبية حاجة فقط فضلاً عن أنه لا يتجاوز الخطوط الحمر  في تحقيق أهداف مشروع التقسيم لان رفض التقسيم يعني تجاوز على الدستور والقانون الذان أنبثقا من رحم العملية السياسية  .
محمد الياسين
                                         

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق