ترجمة

الاثنين، 18 أبريل 2011

ماذا لو .. تغير النظام الحاكم في إيران من " الثيوقراطية الدينية " الدكتاتورية إلى " الديمقراطية " اللبرالية آو الاسلامية المعتدلة ؟؟

منذ آن وصل التيار الديني المتشدد في ذلك البلد إلى سدة الحكم بعد الثورة على الشاه عام 1979 ، حتى أحكم رجال الدين قبضتهم على كافة مفاصل الدولة ، مستخدمين القوة والبطش كأداة لإرهاب وتخويف المواطنيين واخضاعهم لإرادة النظام الحاكم ، وبثهم الخرافات والخزعبلات الاسطورية في عقول البسطاء من عامة الشعب ، وتسخيرهم " لعبادة " رجال الدين .كما وعرف نظام الحكم فيما بعد بـ " ولاية الفقيه " آي آن يحكم الولي الفقية نيابتاً عن الآمام المهدي المنتظر آمام آخر الزمان حسب الروايات الدينية ، وتناط بالولي الفقية الصلاحيات الكاملة في التحكم وإدارة شؤون البلاد ، ولم يخفي رجال الدين نيتهم  تسخير موارد إيران وقوتها لخدمة المشروع  الفارسي في المنطقة وتحقيق اهدافهم الامبراطورية بغطاء الدين ، وبعد عام على قيام الثورة اندلعت الحرب بين العراق وايران والتي استمرت ثمان سنوات ، ومنذ ذلك الوقت وإيران تعمل وفق مخطط إستراتيجي عميق لتهيئة المنطقة لتغلغل نفوذها .
وعلى الصعيد الامني والاستخباراتي اوكلت مهمة التنسيق إلى الحرس الثوري والاطلاعات  مع المتطرفيين دينياً في الخليج العربي والدول العربية الاخرى  لتشكيل خلايا ومجاميع عنف دُرب افرادها عسكرياً واستخباراتياً وجندتهم إيران لإجهزتها المخابراتيه ، ومولت هذه الخلايا مادياً ، لتنشط في اغلب دول الخليج العربي كالكويت والسعودية والامارات والبحرين واليمن في جمع المعلومات الحيوية والحساسة عن هذه البلدان وارسالها الى ايران ، وتتلقا هذه الخلايا والمجاميع الاوامر بشكلاً مباشر من ضباط الحرس الثوري وفيلق القدس وجهاز الاطلاعات الايرانية الذين ينشطون من خلال السفارات والقنصليات والشركات الوهمية لإيران في الدول العربية .
ومن الجدير بالذكر وحسب تصريحات رموز سابقين في النظام الإيراني بأن إيران تعمل على تجنيد اصوليين من السنة المتشددين ، ما يدل على آن لإيران مشروع يتجاوز الاطار الديني المذهبي . وعلى مدى فترات زمنية متفاوته شهدت هذه البلدان العربية احداثاً امنية كبيرة ومهمة تركت اثراً بالغ وكبير ، ودائماً ماكانت تتبنى هذه الاعمال جماعات سلفية متشددة .
كما واسهمت ايران بشكلاً كبير في إحتلال العراق من خلال تقديم العون والمساعدة لإمريكا  ، وقد اعلن كبار قادة اركان النظام الإيراني عن ذلك وبشكل علني امام وسائل الاعلام وفي اكثر من مناسبة .ومايخص القضية الفلسطينية فقد لعبت ايران دوراً خبيث في تفكيك وحدة الصف للشعب الفلسطيني من خلال تبنيها لحركة حماس ودعمها وتمويلها ببذخ المليارات "المشروطة" ، و تقويتهم امام حركة فتح ما آدى الى اشعال نار الفتنه ووقوع صدامات بين الشعب الفلسطيني كانت السبب في سقوط العشرات بين قتيلاً وجريح وشحن الاجواء السياسية بينهم، فكان  لهذه الاحداث السبب في اضعاف الموقف الفلسطيني من القضية امام اسرائيل ! ، ودعم حزب الله اللبناني الذي يعتبر الذراع الطولى لإيران سياسياً وعسكرياً واستخباراتياً في الدول العربية و له دور شديد الخطورة مناط بامينه العام حسن نصر الله والذي يعد بمثابة وكيل لنظام ولاية الفقيه في منطقة الشرق الاوسط.حيث  يخفي حزب الله الدور الحقيقي له بتحسين صورة النظام الإيراني لدى العرب.
فضلاً عن الصراع الامني والسياسي الدائر على الساحة العراقية بين ايران وامريكا ،و الذي ادى الى تشريد الملايين من الشعب العراقي خارج وداخل البلاد وقتل مايزيد عن المليون منذ الاحتلال وحتى يومنا هذا ،ولاتزال رحى الصراع دائرة على ارض العراق والتي قد تجر نحو اشعال حرباً دموية الى دول المنطقة.والاحداث التي تعيشها اليمن بعد التمرد الذي قادهُ الحوثيين ضد الدولة ، وهم مجموعة من العصابات تقف ورائهم ايران واثبتت الاحداث ذلك ، ومن المثير للدهشة بان تنظيم القاعدة الارهابي السني المتطرف انظم الى جانب عصابات الحوثيين الشيعة المتطرفين !! الامر الذي يؤكد لنا وبالدليل القاطع بأنهم وجهان لعملة ايرانية واحدة !
فهذه الاحداث كانت السبب وعلى مدى عقود من الزمن في خلق بيئة غير مستقرة امنياً وسياسياً في منطقتنا  ، حيث تزدحم بالحروب والصراعات الداخلية ونتيجتاً لذلك اصبحت بيئة خصبة لنمو الارهاب بمختلف مستوياته وتصديره الى دول العالم ودائماً ما كانت ايران السبب وراء هذه الكوارث والمآسي التي تعيشها منطقة الشرق الاوسط ..
فأيران تعد من اهم دول الارتكاز والتوازن في منطقة الشرق الاوسط امنياً وسياسياً واقتصادياً ومن الدول الاساسية لاشاعة حالة الاستقرار من عدمة في منطقة الشرق الاوسط ، فقد سخر النظام الحاكم في إيران كافة قدرات وامكانيات البلد الهائلة لخلق الازمة الإقليمية وحالة عدم الاستقرار السياسي والامني للمنطقة وجعلها بيئة غير امنه ولامستقرة، فصدر الموت والدمار إلى العراق ولبنان وفلسطين واليمن والآزمات إلى الكويت والبحرين والسعودية والامارات ، ولو تابعنا بتأني احداث الحروب والنزاعات في المنطقة سنجد آن ايادي إيرانية تقف ورائها بشكلاً مباشر آو غير مباشر .وكما آنها كانت ولاتزال السبب الرئيسي في الكوارث والمآسي التي تمر بها غالبية دول المنطقة  ، فأنها ممكن آن تكون السبب في استقرارها وخلق بيئة امنه فيها ، وكذلك يمكن لهذا البلد الكبير آن يلعب دوراً إيجابي في حل قضايا المنطقة العالقه في كلاً من العراق وفلسطين على سبيل المثال ،  فيما لو تغير النظام الحاكم في إيران !..
وهنا نتسائل ، ماذا لو نجح الشعب الإيراني في اسقاط الدكتاتورية الحاكمة في إيران ؟.. وماذا لو استطاع  الإيرانييون من تغيير النظام الحاكم من الثيوقراطية الدينية إلى الديمقراطية اللبرالية آو الإسلامية المعتدلة ؟ .. فما سيكون عليه شكل المنطقة سياسياً وامنياً ؟! ، آن قلب المعادلة في إيران كما ذكرت سيخلق من ذلك البلد واحة  للأمن والإستقرار ، فبعد آن كانت إيران دولة مصدرة للأزمات والكوارث وبيئة خصبة لخلق الإرهاب والتطرف ، تكون دولة مصدرة للأمن والإستقرار للمنطقة .!!..
محمد الياسين
                                                      
                                 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق