ترجمة

الأحد، 17 أبريل 2011

وثائق ويكيليكس ..بين كشف المستور وضرورات المرحلة القادمة!

لم تاتي الوثائق التي كشفها موقع ويكيليكس الأمريكي عن حقيقة جديدة ، بل انها جاءت كتوثيق لتلك الحقائق المرة التي عاشها ويعيشها العراق وشعبه منذ العام2003 سواء من ممارسات جيوش الإحتلال آو من ممارسات الحكومات الطائفية التي تسلمت السلطة في البلاد ، لكن المهم في الآمر وباعتقادي انه سيشكل طفرة نوعية وحقيقة يجب التعامل معها بقدر المسؤولية خدمتا للقضية العراقية من المنظور الوطني الرافض للإحتلال وعمليته السياسية ورموز تلك العملية الذين جربهم شعب العراق ولم يجد منهم سوى الشر ؛ فعلى الجهد الوطني في هذه المرحلة الحرجة ان يتوحد في رؤية التعامل مع هذا المتغير الجديد الذي طرئ على ساحة الأحداث دون التقليل من شأن الآمر كما يحاول البعض بالقول انها حقائق معروفة لدى العراقيين ! ، فقد القت الاحداث الكره في ملعب القوى الوطنية ، فلابد وفي خضم هذه الاحداث خلال المرحلة الراهنة ان ينصب الجهد الوطني وبقوة في مشروع وطني من خلال المحاكم الدولية المختصة لمقاضاة رموز الإدارة الأمريكية السابقة ورموز العملية السياسية والاطراف التي ذكرت في تلك الوثائق بما فيها ايران على اعتبار انها ساهمت بشكل واسع وكبير في جرائم ضد الشعب العراقي  وبناءا على تلك الادلة والوثائق،حيث تمتاز بميزتين ساتطرق اليهما فيما بعد ، كما ويجب على القوى الوطنية والمنظمات الحقوقية والانسانية ان لا تفوت هذه الفرصة الثمينة .
 الميزة لهذه الوثائق تكمن في انها لم تكشف في العراق فهذا الآمر يعد من المستحيلات وكذلك لم تكشف في دولة عربية فكان من المحتمل لو تم هذا الامر ان يلملم في ليلة وضحاها بسبب ما جاء في الوثائق من ادلة دامغة على جرائم الجيش الأمريكي والبريطاني في العراق فلهذه الدولتين علاقات وطيدة مع اغلب الدول العربية و تساعدها على لملمة الآمر في غضون ساعات على الرغم من كشفها حقائق هامة بقدر اهمية جرائم الامريكيين والبريطانيين ، ان لم تكن اهم من حيث الاشارة الى الدور الايراني الخبيث الرامي الى اضعاف العراق وشعبه وتقسيم البلاد وفق رؤية ايرانية الى طوائف واديان وقوميات تتناحر فيما بينها ليسهل بذلك اتمام المخطط الايراني في السيطرة على العراق بالكامل والانطلاق منه نحو دول الخليج والمنطقة العربية. فقد جاء كشف تلك الوثائق السرية من لندن احدى عواصم الاتحاد الاوربي وحليفة واشنطن في غزو واحتلال العراق لذا فان كشف وثائق عن جرائم الجيش البريطاني في العراق شكل ضجة عالمية وصدمة في الراي العام الدولي .
آما الميزة الاخرى لهذه الوثائق فهي تكمن في الاشخاص الذين كشفوا عنها فهم ليسوا عراقيين وانما اميركيون فلوا كان من كشف تلك الوثائق عراقيين لاتهموا بانهم ارهابين وضد الديمقراطية وان تلك الوثائق مزورة! مما سد الطريق على الامريكيين والبريطانيين وكذلك حكومة المالكي فيما لو حاولوا التشكيك بصحة تلك الوثائق فان كشفها من قبل امريكيين وفي لندن اعطى للقضية مصداقية اكبر مما لو كشفت من قبل جهة عراقية او حتى عربية .
ومن الجدير بالذكر الاشارة الى ان هنالك الالاف من الادلة الموثقة بمختلف اشكال التوثيق لجرائم وحالات تعذيب ارتكبتها القوات الامريكية وحكومة المالكي والميليشيات والجماعات التكفيرية التابعة لايران ضد المواطنين العراقيين بحوزة القوى الوطنية العراقية والمنظمات الحقوقية والانسانية ؛ لذا فقد اصبح من المهم ان تكشف وتضاف الى الوثائق التي كشفها موقع ويكيليكس وتقدم كادلة ثبوتيه الى المحاكم الدولية المختصة بجرائم الحرب لتقديم كل من تلطخت يداه بدماء العراقيين الى المحاكم المختصة لينال جزاءه العادل.
محمد الياسين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق