ترجمة

الأحد، 17 أبريل 2011

هاتوياما ... المالكي نكبة العراقيين وحظهم العاثر!!

أعلن رئيس الوزراء الياباني يوكيو هاتوياما أستقالته لفشله في الوفاء الذي قطعه للناخبين خلال حملته الإنتخابية بنقل قاعدة عسكرية أمريكية من جزيرة أوكيناوا جنوبي البلاد إلى خارج الجزيرة وأعتذر لسكان أوكيناوا على عدم قدرته تنفيذ ما وعد به وأعلن أستقالته بعد أقل من تسعة أشهر على توليه المنصب ...
 يعجز القلم في التعبير عن الإعجاب إتجاه هذا الرجل الذي فضل وفائه إلى شعبه على بقاءه في المنصب وأمتيازاته , عكس مالدينا في العراق ...
تنازل  هاتوياما عن منصبه في موقف العراقيون يحسدون الشعب الياباني عليه, المقارنة شبه مستحيلة بل هي كذلك بين حالة السيد هاتوياما وبين المالكي صاحب مقولة "ماننطيه" الشهيرة  "آي يقصد بها السلطة التي يرأسها " ...
 حيث الكذب والتضليل والروح العدائية التي يمتاز بها الساسة اليوم في العراق أتجاه أبناء شعبهم الذين يعانون الأمرين منذ الإحتلال على أيدي طغمة من المتسكعين والمتطفلين والانتهازيين جائوا من أوربا وأمريكا وإيران مع الإحتلال حالمين وحاملين معهم مشاريعهم الشيطانية,أستولوا على السلطة وبنوا دولتهم العنصرية الطائفية على جماجم الملايين من شباب واطفال ونساء العراق  ...
عمليتهم السياسية التي أستخدموا فيها كافة الوسائل الا مشروعة التي تخلوا من الشرف طارقين أبواب الشيطان متذللين للوصول إلى السلطة ومراكزها ليهبونها إلى الاقارب والاحباب لملئ كروشهم من خيرات العراق وترتفع حساباتهم البنكية في دول العالم من العقود التجارية والنفطية والغذائية وسرقة المال العام  لتسجل بعد ذلك ميزانية وموارد الدولة العراقية " وقف " لهذه العائلة وذاك الحزب وهذه الكتلة وتوزع على هذا الاخ وذاك ابن العم والخال وهذا الوزير وذاك النائب وذلك الراشي الأدسم ...
تناحر دموي عنيف مباح فيه كل شئ وفي مقدمة المباحات في قاموس السيد المالكي وتجار العملية السياسية دماء العراقيين أرخص مايكون في مزادهم من أجل البقاء والتشبث في السلطة ومناصبها وأمتيازاتها " الزائلة " هذه حال الدنيا زائلة بكل مافيها ,حرب ضروس بين الساسة في العراق على من يشكل الحكومة وكأنها ستكون منزلة من السماء وقادتها من الإنبياء والمرسلين وموضفيها من الائمة المعصومين وسجانيها ملائكة الرحمة خوفي أن يقولوا على رئيسها هو الله ..!!
هذا حال العراق المسكين الذي يعاني المواطن فيه من أنعدام الخدمات وصعوبة المعيشة وغلاء الاسعار وأنعدام الأمن والأستقرار والتمييز العنصري والطائفي وتشريد الملايين في دول العالم ,  كل هذا في جانب وسجون الحكومة السرية والعلنية في جانب أخر قبل فترة بسيطة كشفت صحيفة لوس انجلوس تايمز الامريكية عن سجن سري في مطار المثنى يدار من قبل مكتب رئيس الوزراء نوري المالكي تمارس فيه كافة الوسائل الوحشية واللأنسانية من تعذيب بالصدمات الكهربائية والخنق بأكياس بلاستيكية والضرب والإغتصاب ويحتجز فيه مايزيد عن 431 شخص ...
حيث يعتبر العراق منذ عام 2003 أكثر دول العالم أنتهاكاً لحقوق الانسان أرتكبت المجازر بحق أبناء الشعب العراقي بأبشع صورها ومورست بحقه أقسى وأشد عمليات الاذلال والاستغلال والقتل والتشريد الذي لم يشهد له مثيل في التأريخ الحديث  ولعبت الاجهزة الامنية والعسكرية والميليشياوية  للحكومة دوراً في هذا الامر داخل سجونها السرية والعلنية والتي رفع النقاب عن العشرات منها ...
هذا حالنا في العراق ألا يوجد فرق بين رئيس وزراء اليابان هاتوياما وبين رئيس وزراء العراق المالكي ..؟ اليس تنازل هاتوياما عن منصبه وأعتذاره لشعبه لعدم وفائه لهم بالعهد هو فرق شاسع بين عدم قبول المالكي تسليم السلطة إلى من يستحقها وفق دستور العملية السياسية التي أنتجت المالكي ..؟
محمد الياسين
                                    

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق