ترجمة

الاثنين، 16 مايو 2011

دلالات التمهيد لاحتلال ايراني للعراق والمنطقه...الجزء الاول

لو عدنا الى الوراء بالتحديد الى(الثلاثاء 28/8/2007) خطاب الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد"سنشهد في القريب العاجل فراغا امنيا كبير في المنطقه لأن الاميركيون ينهارون في العراق,ونحن مستعدون لملئ هذا الفراغ بالتعاون مع اصدقائنا في المنطقه بمن فيهم السعودية"
فمن قصد نجاد بالاصدقاء في المنطقه؟وهل لسعودية القدرة والامكانية لملئ فراغ بلد بحجم العراق؟وكيف هي طريقة ملئ الفراغ هذه؟ ولماذا لم تكن هذه الجرأة في الخطاب الايراني منذ بداية احتلال امريكا للعراق؟
 
فلو تأملنا قليلا بالقوى الاقليمية التي لها أطماع أو أهداف أو توجهات إستعماريه اتجاه العراق أو إمكانيات لملئ الفراغ في العراق كما ذكر نجاد,فلن نجد سوى ايران فليس من المنطق ان نذهب بإستنتاجنا الى دول مثل السعودية أو سوريا أو حتى تركيا فأهدافها معروفه و واضحه بحماية مصالحها وأمنها الداخلي بعدم استخدام الاراضي العراقية لتصدير تمرد حزب العمال الكردستاني لها ,أو بإقامة دولة انفصاليه شمال العراق اذن علينا أن نستنتج من خطاب نجاد الدول الاقليمية التي لها استعداد بملئ الفراغ في العراق هي ايران فقط  فلها تأريخ طويل في غزو العراق , اضافه لايران اطماع حقيقه في العراق ,فإحتضانها للأحزاب والقوى العراقية المعارضة على مدى عقود وهي اليوم على سدة الحكم خير دليل على ان لها اهداف في العراق فضلن عن ان ايران الوحيدة لها القدرة الكاملة من بين دول الجوار لاحتلال العراق .
 
  اما الطريقة لملئ الفراغ ليست "بالسياسية"بالتأكيد حيث ان اقطاب العملية السياسية في العراق  مرتبطه بصورة كامله بالنظام الايراني,بل اغلب القيادات العراقية تحمل الجنسية الايرانية,فإيران وضفت امكانيات كبيره لتحقيق اهدافها ولها وجهان في سياساتها اتجاه العراق,الاول دعمها الكامل لحلفائها من القوى والاحزاب السياسية واجنحتها العسكرية التي شكلت المنظومة الامنية والعسكرية بعد 2003 الى جانب قياداتها السياسية الحاكمه التي اتى بها الاحتلال الامريكي, اما الوجه الاخر دعمها تشكيل وتجهيز وتدريب المليشيات المسلحة التي تعمل على اثارة الفوضى والتخريب بكل اشكاله في البلاد,اذن الطريقة لملئ الفراغ التي قصدها نجاد, و التي أستند بها الى المنطق والاحداث والمؤشرات الطريقة العسكرية ،الجدير بالذكر التطرق الى سبب افتقار الخطاب الايراني الى هذه الجرأة منذ بداية الاحتلال الامريكي للعراق؟ مفاجئة الاميركيون بمنهجية وتنظيم وشراسة المقاومة العراقية اوغلتهم في مستنقع استنزفهم على مدى السنوات الماضيه من عمر الاحتلال,اضافة الى الفوضى وعدم ايجاد المحتل لقيادات دوله حقيقيه 
يستطيع الاعتماد عليها اضعف من قواهم الكثير واخسرهم حلفاءهم الذين شاركوا في غزوا العراق ,فاستمرار الاخفاقات المتكررة فسح المجال بشكل كبير للتدخل الايراني بأشكاله المختلفة لملئ الفراغ شيئا فشئ,والولاء المطلق لاقطاب العملية السياسية لطهران كان السبب في تغيير واقع الحياة الاجتماعية والاقتصادية داخل العراق بفرض النكهة الايرانية عليها.
محمد الياسين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق