ترجمة

السبت، 25 يونيو 2011

دلالات التمهيد لإحتلال إيراني للعراق والمنطقة..الجزء الثاني

في تأريخ 16/8/2009 صرح علي السعيدي ممثل المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية الايرانية في الحرس الثوري,"بضرورة إحداث تغييرات واسعة في البلدان المجاورة لايران "تمهيدا لظهور المهدي المنتظر" ذاكرا من بين هذه البلدان "العراق" وأعتبر السعيدي الامتثال لاوامر الولي الفقيه بمثابة إطاعة "المهدي المنتظر" وأضاف بما إن القوات المسلحة تخضع لاوامر الولي الفقيه فأنها تنفذ أوامر "المهدي المنتظر",وأكد السعيدي في تصريحه الذي نقلته وكالة "ايلنا" على ضرورة اجراء تغييرات واسعه على شعوب البلدان المجاورة لايران مثل العراق وان تنهض بكل قواها للتغيير لان هذه البلدان تشكل الى جانب الحكومة والشعب الايرانيين مركزا لدعم الثورة العالمية للمهدي المنتظر ,وأختتم السعيدي تصريحه بالقول "أمامنا زمان طويل لتحقيق ذلك"
  فهكذا تصريح يصدر من مسؤول ايراني بهذا المستوى داخل أكبر مؤسسة لصناعة القرار في ايران منذ الثورة الايرانية 1979 والتي تعتبر الحارس الامين لمصالح وأمن النظام الايراني والعقل المدبر لتحقيق أهدافه,يدعونا للتساءل...
 ماهي التغييرات التي قصدها السعيدي؟وماهي الاوامر التي تصدر من المرشد الاعلى بإعتبارها صادره عن المهدي المنتظر وعلى شعوب المنطقه طاعتها؟ وماهي طبيعة التغييرات الواسعة التي تريدها ايران من هذه الشعوب؟ ولماذا ربط ضرورة نهضة شعوب المنطقه بالحكومة الايرانية؟
 بدايتا علينا ان نفهم السياسية الايرانية هي سياسية إستعماريه,توسعيه,ذات طابع إمبراطوري حديث,يهدف لبرمجة شعوب المنطقه وضمها تحت الخيمة الفكرية الايرانية,لتسهيل السيطرة عليها والدليل على ان السياسة الايرانية ذات طابع أستعماري توسعي،  إستمرار احتلالها للأراضي الاحوازية العربية البالغ مساحتها 375000 كيلو متر مربع, والتي تصر على تسميتها"بالاهواز"بالغة الفارسية,وإحتلالها للجزر الاماراتية الثلاث "طنب الكبرى وطنب الصغرى وابو موسى",واصرارها على تسمية الخليج العربي "بالخليج الفارسي" وتصريحاتها التي اعتبرت فيها مملكة البحرين جزء من ايران ,فهذه الامثلة خير دليل على أهدافها التوسعية الاستعمارية فضلن عن دعم ايران المتواصل لجماعات تمرد وانفصال واحزاب وحركات مسلحه وسياسيه في دول عربيه ,كالحوثيون في اليمن,وحزب الله في لبنان,ودعمها لحركة حماس بحجة وقوفها مع حقوق الشعب الفلسطيني ,الا انها فعليا كانت السبب في التأسيس لفتنه داخليه بين قوى الشعب الفلسطيني أدت الى الاقتتال بينهم.
 أستنتاجاً لواقع الحال فأن التغيرات التي قصدها السعيدي,هي اشراك المنطقة بالطوع أو الترغيب أو القوه في المشروع الايراني الكبير الهادف الى التوسع والانتشار والسيطرة على الواقع السياسي والاجتماعي والاقتصادي من خلال حلفاءه في المنطقه و تسيسها للخطاب الديني بفكر وروح ايرانيين بما يخدم مصالحها التوسعية وبثها الى الشعوب العربية والاسلامية,حيث ان التوسع لايمكن ان يمر من خلال القومية الفارسية,لكن ممكن ان يمر من خلال المفهوم الديني المسيس ايرانياً، أما الاوامر التي قصدها السعيدي بالقول"تصدر عن المرشد الاعلى باعتبارها صادره عن المهدي المنتظر ويجب على الشعوب تنفيذها" هي الاوامر التي تصدر لحلفاء ايران في المنطقة تدعوهم للتغير من خلال التأثير على الواقع السياسي والاجتماعي والاقتصادي في بلدانهم بما يخدم المشروع الايراني أو من خلال مقاتلة أنظمتهم الحاكمه واثارة الفوضى ,كالحوثيون في اليمن 
 وربط السعيدي نهضة هذه الشعوب في بلدانها بالحكومة الايرانية خير دليل على ان الاهداف الايرانية تكمن في مشروع توسعي استعماري امبراطوري بقياده ايرانية وغطاء اسلامي مسيس,ليس هذا فقط..
 فقد تناقلت وسائل الاعلام عن وكالة "مهر" الايرانية تصريحا لمحمود أحمدي نجاد خلال زيارته لمحافظة اصفهان قوله "بأن الهجوم الذي شنته امريكا وحلفاءها خلال الاعوام الماضيه على بعض الدول لم يفصحوا عن السبب الحقيقي ورائه,حيث ذكر نجاد السبب "بعلمهم أنه سيظهر رجل من هذه المنطقه ويقضي على الظالمين وهم يعلمون بأن الامة الايرانية ستساعد في تهيئة الامور لظهوره"
 قول نجاد يؤكد تطلعات ايران الهادفة للسيطرة وقيادة المنطقه, حيث انهم اتخذوا من المسائل الدينيه السبيل لتحقيق الاهداف السياسية الصرف"للأمة الايرانية" فالصدام الحاصل دولياً بسبب الملف النووي الايراني والتشدد برفض الانصياع للمجتمع الدولي واصرارهم على جعل ايران نوويه دليلا آخر على التطلعات الهادفة للتوسع الامبراطوري الفارسي,فإمتلاك ايران للطاقة النووية التي بدأت من الان تهدد بها ,دليل لا يقبل الشك بأنها تمهد لقيادة المنطقه وهي في مراحلها المتقدمة.
محمد الياسين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق