ترجمة

الاثنين، 16 مايو 2011

النـظـام الإيـرانـي بيـن أزمتـيـن!!

يمر النظام الإيراني بأصعب مرحلة في تأريخه منذ قيام الجمهورية الإسلامية عام 1979 ، تمثلت بجملة من الازمات الداخلية والخارجية . وفق المعطيات والمتغيرات الواردة من الداخل الإيراني والتي ترسم صورة المشهد الإيراني الجديد والذي يظهر لنا جملة من الازمات المتصدعة تمر بها مؤسسة النظام وسرعان ما تطورت متخذتاً أطروأبعاد سياسية غير مسبوقة .
الأزمات الداخلية للنظام الإيراني :
1.    الإنتخابات الإيرانية .
2.    مرحلة مابعد الإنتخابات ، تكشف عن نوعين من الإزمة :
أ‌.       أزمة  داخل مؤسسة النظام
ب‌.  أزمة المجتمع الإيراني مع النظام
الانتخابات الإيرانية:
كشفت أستطلاعات الرأى التي أجرتها مراكز مختصة قبيل الإنتخابات بأن المرشح الإصلاحي مير حسين موسوي والذي كان رئيس مجلس الوزراء آبان الحرب العراقية –الإيرانية 1980-1988 يحضى بتأييد 58%-60% من الشعب الإيراني وجاء فوز نجاد بولاية ثانية بنسبة 65% .   وبعد أنتهاء الإنتخابات الرئاسية التي تنافس عليها أربع مرشحيين وهم محمود أحمدي نجاد و محسن رضائي وهما من التيار المحافظ ومير حسين موسوي ومهدي كروبي من التيار الإصلاحي أفضت نتائج الإنتخابات عن فوز أحمدي نجاد بولاية ثانية لرئاسة البلاد ليشكل بذلك صدمة للتيار الإصلاحي الداعي إلى التغيير من داخل مؤسسة النظام مع الثبات على مبادئ الثورة الإسلامية ، و حالة من الغضب والغليان عمت الشعب الإيراني لفوز نجاد بولاية ثانية  حيث أتهم موسوي وكروبي الإنتخابات بالتزوير مستندين بذلك على دعم الجيش والحرس الثوري والمؤسسات المسؤولة عن الإنتخابات لنجاد فضلاً عن دعم خامنئي  وتسارعت الاحداث بعد رفض الاصلاحيين لنتائج الانتخابات ودعوا انصارهم الى التظاهر منددين بنتائج الأنتخابات واتهموها بالتزوير ،  ما أدى إلى خروج الالاف في شوارع طهران والمدن الايرانية الكبرى للتعبير عن غضبهم ورفضهم وسخطهم على النظام والولي الفقية الآمر الذي اعتبر بمثابة تغيير جذري وتحول خطير كشفت عنه الاحداث لايصب في مصلحة النظام وقد ينبأ بنهايته ،  واعتبر المتظاهرون آن أصواتهم قد سرقت وتم التلاعب بها لمصلحة نجاد خاصة و قد تم طباعة ملايين الاوراق المخصصة للأقتراع و" الفائضة عن الحاجة  " بحجة انه قد تتعرض اوراق الاقتراع الاساسية الى التلف !..
ومنذ ذلك الحين والساحة الإيرانية تشهد تدهوراً ملحوظ لايصب في مصلحة النظام القائم ، وأجواء مشحونة بين الفرقاء السياسيين في البلاد خاصة ويبدوا آن اصرار الشعب الإيراني على التغيير بات اكبر من السابق والتصميم على الانفتاح اصبح مفتاح الحل لكسب قلوب الإيرانيين لحكم البلاد .فأضهرت الأحداث عن جملة من الآزمات التي تعيشها إيران والنظام الحاكم فيها ، وكما يبدوا آن ما آخر من ضهورها والكشف عنها قمع النظام للشعب والاصوات المطالبة بالحرية ومرعاة حقوق الآنسان  واعطاء مجالاً للديمقراطية في البلاد ، حتى جاءت الانتخابات الرئاسية لتكشف عن عمق الازمة والتصدع الناتج عنها ، حيث تفاقمت بعد الاعلان عن نتائج الانتخابات الرئاسية نتيجة تراكمها على مدى سنوات طوال اجتهد فيها النظام  مستخدماً كافة الوسائل الوحشية في اخفاءها وطمر الحقيقة بقمع الشعب واسكاته .
مرحلة مابعد الإنتخابات تكشف عن نوعين من الإزمة :
شكل الزعيمين الإصلاحيين مير حسين موسوي زعيم الحركة الخضراء ومهدي كروبي معسكراً للأصلاحيين ضم كلاً من مير حسين موسوي ومهدي كروبي وهاشمي رفسنجاني ومحمد خاتمي ليقفوا بوجه نجاد الذي وصفوه بالكاذب وحكومته بالضعيفه ليحركوا بذلك الشارع الإيراني من خلال المضاهرات والاحتجاجات معتبرين أن حكومة نجاد رغم دعم خامنئي لها الا أنها ليست شرعية نتيجة التزوير الذي حصل في الإنتخابات وهذا يعد تطور ملحوظ وخطير بأعتبار أن فيه نوع من التخوين لخامنئي المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية .
أ‌.       أزمة من داخل مؤسسة النظام :
كشفت نتائج الإنتخابات عن فجوة كبيرة بين التياران الإصلاحي والمحافظ لم تسبق في تأريخ الجمهورية الإسلامية ، دعا الزعيمان موسوي وكروبي الشعب الإيراني إلى التظاهر رفضاً لنتائج الإنتخابات فسرعان ماعم الغضب طهران والمدن الإيرانية الاخرى وخرج الاف من المتظاهرين ما أدى بقوات الباسيج و الحرس الثوري الإيراني  وقوات الإمن والشرطة بعملية قمع وحشية ضد المتظاهرين أدت إلى سقوط قتلى وجرحى وأعتقالات عشوائية طالت المئات بين المتظاهرين ، وعلى مدى عام واكثر لاتزال المضاهرات والاحتجاجات تعم المدن الإيرانية .
ب‌.  أزمة المجتمع الإيراني مع النظام :
أفرزت الإحداث الأخيرة عن أزمة متجذرة ومتصدعة في المجتمع الإيراني وهي الأخطر على مستقبل النظام برمته كانت السبب في التفاعل السريع لدى الشعب الإيراني مع مطالب الإصلاحيين وتلبية دعوات التظاهر والاحتجاجات والمطالبة بأسترداد أصوات الناخبين وأسقاط حكومة نجاد على أعتبار أنها غير شرعية حامليين شعار " الموت للدكتاتور" وشعارات أخرى منددة بنظام ولاية الفقيه ، ما آدى بالمواجهة المباشرة بين الشعب الإيراني الذي تجاوز بمطالبه أسقاط حكومة نجاد إلى أسقاط النظام برمته وبين قوات الجيش والاجهزة الامنية القمعية الاخرى التي تدعم نجاد وحكومته .
كشفت  الآزمة الآولى الداخلية من داخل مؤسسة النظام عن شرخ واسع بين الإصلاحيين والمحافظيين  لايزال قائم  وتطور عندما اعلن قادة الحركة الخضراء " جبهة الاصلاحيين " عن  ما اسموها  "إستراتيجية "  المعارضة آو الحركة الخضراء في التصدي لحكومة نجاد . آما الآزمة والتي تعتبر الاهم  من حيث خطورتها على مستقبل النظام برمته هي أزمة المجتمع الإيراني مع النظام ..
حيث جاء الإعلان عن نتائج الإنتخابات بفوز أحمدي نجاد بـ ولاية ثانية ليشكل صدمة لدعاة الإصلاح داخل مؤسسة النظام المتمثل بــ مير حسين موسوي ومهدي كروبي الذان يُعتبرا أبناء الثورة ولهم تأريخ طويل بـ العمل ضمن المؤسسة الثورية للنظام  وصدمة ثانية إلى الإمة الإيرانيىة التي أضهرت الأحداث الإخيرة أنها مصممة على التغيير ...
لذا فأن الآحداث على الساحة الإيرانية  تضهر لنا آن النظام الحاكم في طهران يمربأصعب مرحلة  تأريخه من عمره ،منذ الوصول إلى سدة الحكم بقيادة الخميني عام 1979 ، كما ويبدوا وفق المعطيات والمؤشرات الحاصله بأن النظام الإيراني يمر بجملة من الازمات الخانقة داخلياً وخارجياً هي الاولى منذ قيام الجمهورية الاسلامية في ايران
والتي بدأت فعلاً تقوض وتحجم من الدور الاقليمي لإيران . والافت للأنتباه بأن الازمة الداخلية التي تولدت عقب الانتخابات الرئاسية والتي كانت نتيجة دعم خامنئي والمحافظيين لنجاد بولاية ثانية قد اضهرت ايضاً عن حالة مغايرة عن تلك التي حاول النظام اضهارها للعالم عن طبيعة المجتمع الإيراني حيث اضهرت الاحداث سالفة الذكر بأن المجتمع الإيراني ينظر إلى العالم المتحضر بعين الأعجاب ويجد من نفسه في ظل أنظمة وقواعد ولوائح نظام ولاية الفقية في سجناً كبير حيث لايستطيع المرء في ذلك البلد في الخروج عن الانظمة الصارمة والقامعة للحريات والتعبيرعن طموحاته بشكل علني بخصوص شكل وطبيعة النظام الحاكم مع غياب الاعلام الحر وانعدام الديمقراطية وتفشي الفقر مع تعاظم هيمنة رجال المؤسسة الدينية المقربة من النظام على كافة مقاليد الحكم ومفاصل الدولة ، وما تتعرض له حقوق الانسان في إيران شئ مخزي ومشين ، وتكشف للعالم أجمع بشكل بالغ الوضوح بعد الأنتخابات التي تمخضت عن تجديد ولاية ثانية لنجاد من خلال ما تعرض له الشعب الإيراني على يد قوات الحرس الثوري الإيراني وميليشيا الباسيج من ضرب المتظاهرين واعتقالات طالت الالاف منهم والزج في السجون والمعتقلات ، وحسب تقارير لحقوق الإنسان كشفت عن ممارسات ممنهجه لعناصر الحرس الثوري والباسيج بتعذيب المعتقلين  واذاقتهم شتى صنوف وانواع التعذيب الوحشي ، وعمليات اغتصاب واسعة النطاق يتعرض لها المعتقليين من النساء والرجال على حداً سواء .
مايثبت وحشية ودكتاتورية النظام الحاكم ولاشك بأن " الثيوقراطية " الحاكمة في إيران تتجسد في أعلى درجاتها من البطش والاستبداد  .ومن المؤكد بأن التفاف الشعب الإيراني بكافة أطيافه حول قوى وشخصيات المعارضة بات امراً واضح وكبير ، من خلال تناغم اطياف المعارضة والمقاومة الإيرانية في الداخل والخارج مع الشعب الإيراني إلى الحد الذي يؤهل في الوصول إلى نهاية المطاف وتحقيق الهدف الوطني الإيراني بتغيير النظام الحاكم والمتمثل " بولاية الفقية " خاصة وآن المطلب بات مطلب جماهيري وشعبي إيراني واسع .
محمد الياسين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق