ترجمة

السبت، 25 يونيو 2011

دلالات التمهيد لإحتلال إيراني للعراق والمنطقة..الجزء الثالث

تطرقت في الجزئين السابقين من دلالات الإحتلال الايراني,الى تحليل خطب وتصريحات رموز السلطة الإيرانية وتعرفنا استنادا الى واقع الاحداث وتحليلها المنطقي بأن السياسة الايرانية إستعمارية,توسعية ,ذات طابع أمبراطوري,وتناولت الحديث عن الإحتلال الإيراني لأراضي عربية ومصادر للطاقة إضافة الى تسيس بعض المنظمات والأحزاب في المنطقة وعسكرتها استكمالا في هذا الجزء للجزئين السابقين سنتحدث عن مقومات قيام الامبراطورية التوسعية, ومدى التطابق بينها وبين السياسة الايرانية من جانب, والسعي الإيراني لإستكمال مقومات الأمبراطورية من جانب أخر,نتوقف قليلا نستعرض مقومات قيام أمبراطورية إستعمارية ومقارنتها بالواقع الايراني بشكل ملخص..

لبروز دور أمبراطوري ذات طابع استعماري يجب توفر التالي..

* سياسة تنتهجها الدولة مبطنة بفكر يهدف للتوسع والانتشار إتجاه الشعوب المستهدفة منها

*توفر ترسانة عسكرية كبيرة تؤهل لخوض الحروب الإستباقية والغزوات الإحتلالية الطويلة,وجيش له القدرة على إحتلال مصادر طاقة خارجية.

*إمتلاك قوة مميزة عن الدول الأخرى لا تمتلكها سوى الدول العظمى في العالم

* ذراع سياسي وعسكري وإقتصادي خارجي حليف,مبطن بفكر معين قابل للتوسع والانتشار.

* القدرة العسكرية والسياسية والإقتصادية لمواجهة أي تمرد داخلي أو مقاومة خارجية,والقدرة على الصمود أمام الضغوط الخارجية.

*القدرة الإقتصادية على تحمل تكاليف الحروب مع الإستقرار الإقتصادي الداخلي بنفس الوقت,وعادتا ما يكون الإقتصاد أساس الدول ذات الطابع الإمبراطوري فنجد إحتلالها لمصادر الطاقة هو لخلق إمكانيات اقتصادية تؤهل على الإستمرار في تحقيق أهدافها الامبراطورية.
مقومات الإمبراطورية لإيران والسعي لإستكمالها:

1. العامل السياسي المبطن بفكر ديني هادف للتوسع والإنتشار

2. العامل العسكري

3. العامل النووي

4. العامل السياسي والإقتصادي والعسكري الحليف في المنطقة لإيران

5. إحتلالها لمصادر طاقة خارجية,ولأراضي إ
ستراتيجية في المنطقة

العامل العسكرية: إن صفقة منظومة الصواريخ الدفاعية(اس ـ300) التي تسعى لها طهران مع موسكو، ستغير المعادلة العسكرية الإستراتيجية في الشرق الأوسط بمجرد حصول الإيرانيين عليها, وعززت طهران الدفاعات الأرضية من خلال شراء أنظمة صواريخ (تور أم ـ1) بقيمة 700 مليون دولار قادرة على صد مقاتلات (أف ـ16)الامريكية المتطورة وتدميرها، فيما يمتلك الجيش نظاما صاروخيا محلي الصنع (ميثاق ـ2) متنقلا ومضادا للطائرات.وعملت وزارة الدفاع على تصنيع طائرات الصاعقة من الجيل الخامس تحاكي مقاتلات(أف ـ18) الامريكية, إضافة الى إن إمتلاك إيران المنظومة الدفاعية الجوية البعيدة المدى، سيحصن أجواءها بالكامل، فهي من أهم وأقوى الانظمة الدفاعية في العالم حيث تتفوق على نظام (
باتريوت الامريكي)ولا سيما صواريخ (شهاب ـ3)، التي يصل مداها الى ألفي كيلومتر، وطورها الايرانيون بعد كشفهم عن تجربة جديدة لصاروخ سجيل البعيد المدى، الذي يعمل بالوقود الصلب مع قدرة إضافية على المناورة والسرعة في التحرك والدقة في إصابة الأهداف.ويعد استخدام الوقود الصلب في نموذج «سجيل» حسب خبراء عسكريين، قفزة نوعية في الصواريخ البالستية الإيرانية، تتيح القدرة على تصنيع صواريخ عابرة للقارات يصل مداها الى أكثر من 5 آلاف كيلومتر, فضلن عن تجربة مركز الفضاء في طهران على أول صاروخ فضائي لها، باعتبار أن مداه يتجاوز 5000 آلاف كيلومتر, في الوقت الذي أشارت فيه معلومات استخبارية امريكية بأن إيران قادرة على تصنيع 50 صاروخا في السنة, أعلن وزير الدفاع الايراني السابق الادميرال علي شمخاني أن «إيران تنتج صواريخ شهاب على غرار سيارات بيكان الوطنية»، وهي بالآلاف سنويا,وفي تقرير عن القوة العسكرية الإيرانية نشرته مجموعة أوكسفورد للأبحاث . ذكر بأن المفاجأة الأكبر هنا، توصل إيران في المدى القريب لإمتلاك نحو خمسين ألف جهاز طرد مركزي محلي الصنع، مخبأة في أماكن آمنة.

تقديرات القوة العسكرية الإيرانية
تتوزع القوات العسكرية الإيرانية على عدة مؤسسات هي:
- الجيش النظامي 500000 الف
- أفراد الاحتياط: 220000 الف
- أفراد الحرس الثوري 300000 الف
- أفراد قوات التعبئة
الباسيج 13000000 مليون،وهم من الطلاب والمتطوعين المدنيين على اختلاف أعمارهم.



تقديرات الترسانة العسكرية:

مرابض المدفعية عشرات الآلاف
- دبابات (ذو الفقار) غير محدد
- دبابات (تي -72) الروسية 480
- بوارج وفرقاطات وسفن أجنبية ومحلية الصنع غير محدد
- طائرات (ميغ -29) و(وميغ -31) الروسية غير محدد
- مقاتلات (أف -4) و(أف -5) عشرات
- طائرات (الصاعقة) الايرانية إنتاج وافر
- غواصات روسية تعمل على الديزل 2 غواصات صغيرة ومتوسطة محلية الصنع غير محدد، فضلا عن صواريخ النور البحرية (مداها الى 300 كيلومتر) وطوربيدات سريعة من إنتاج إيراني.

العامل النووي:استطاعت إيران حتى شباط/ فبراير من العام 2009، إنتاج قرابة 1010 كلغ من اليورانيوم المنخفض التخصيب وهي كمية كافية لصنع قنبلة نووية في حال حولت إلى كمية عالية التخصيب,في هذه الحالة سيكون مسألة وقت قبل أن تنجح في إنتاج قنبلة نووية في فترة تمتد من سنة إلى ثلاثة سنوات وفق التقديرات، مقارنة بحوالي خمسة سنوات لتحويل القنبلة إلى رأس نووي وتحميلها على صواريخ
بالستية,ومن الواضح أن تطوير إيران لقدراتها النووية جاء مرافقا لإهتمامها الكبير بتطوير قدراتها الصاروخية والبالستية,وتشير التقديرات إلى أنه سيكون بمقدور إيران إنتاج رأس نووي حربي لصاروخ بالستي غالبا ما بين 6 إلى8سنوات علما أنه من الممكن تحقيق هذا الهدف في فترة زمنية أقل بكثير إذا توفر الدعم التقني أو المساعدة الخارجية.ولا بد من الإشارة إلى أن طهران اختبرت أربع صواريخ على الأقل تعمل بالوقود السائل، من بينها صاروخ شهاب-3 الذي يستطيع على سبيل المثال أن يحمل رأسا بزنة حوالي 1000 كلغ لمسافة 1100 كلم. كما استطاعت إيران استخدام سفير-2 لإطلاق قمر صناعي إلى مدار الأرض,وتشير التقديرات إلى أنه سيكون باستطاعة طهران تطوير صاروخ بالستي قادر على حمل رأس نووي بزنة 1000 كلغ ولمدى يبلغ حوالي 2000 كلم,ويشير التقرير الصادر عن مركز "هيرتدج" الامريكي،إلى أن إيران أصبحت قاب قوسين أو أدنى من الحصول على قدرات التسلح النووي، إذ أشار مدير الاستخبارات القومية الأمريكية "دينيس بلير" في شهادة له أمام الكونغرس بأن تقييم الوكالة يخلص أن "إيران أصبحت تمتلك القدرات التقنية والصناعية التي تخولها إنتاج السلاح النووي وستكون قادرة على إنتاج الكمية الكافية من اليورانيوم العالي التخصيب اللازم لصنع السلاح النووي في فترة ما بين 2010 و2015"في المقابل ترى العديد من الجهات الأخرى بأن حصول إيران على السلاح النووي سيكون في فترة أقرب من هذا الإطار الزمني بكثير إذ توقع معهد العلوم والأمن الدولي أن تنتج إيران الكمية الكافية من اليورانيوم العالي التخصيب خلال مدة لا تتعدى ستة أشهر، فيما يرى فريق عمل"مشروع وسكانسن" للحد من التسلح النووي أن إيران قد حصلت بالفعل على كمية اليورانيوم المطلوبة لصنع سلاح نووي بحلول نهاية العام 2008 وهي قادرة على صنع قنبلة نووية خلال فترة لا تتعدى الشهرين إلى ثلاثة أشهر على الأكثر, وحالما تحصل إيران على الكمية الكافية من هذا اليورانيوم العالي التخصيب سيكون من السهل على مهندسيها أن يقوموا بتجميع السلاح النووي.


العامل السياسي والاقتصادي والعسكري الحليف في المنطقة لإيران:


لم يعد مخفي إن لإيران أذرع في منطقة الشرق الاوسط تتحرك من خلال أحزاب وقوى سياسية وعسكرية ومؤسسات تجارية واجتماعية وثقافية تتخذ من أنشطتها واجهات تعمل وفق الأجندات الإيرانية تماشيا مع سياساتها الهادفة الى التغير الجذري في دول المنطقة على كل الأصعدة السياسية والأمنية والإقتصادية والثقافية لإضعاف النفوذ الغربي في الشرق الاوسط تمهيدا لإبراز النفوذ الإيراني فيها,فضلن عن "الخلايا النائمة" التي تنتشر بكافة الدول الخليجية بلا استثناء والارصفة السرية التابعة للحرس الثوري الإيراني والتي كشف النقاب عن وجودها القنصل الإيراني السابق في دبي "عادل الأسدي"عندما ذكر في حديثة عام 2007 الى "العربية نت" بأنه أصبح لقوات الحرس الثوري الإيراني بعد قيام الثورة قسم خاص سمي"بحركات التحرر" يتولى مهمة تمويل وتدريب العناصر الإسلامية المتشددة في مختلف الدول الإسلامية على العمليات العسكرية, وأوضح الأسدي إن في الدول العربية والخليجية تعمل الأجهزة الإستخبار اتية في السفارات
والممثليات الإيرانية على استقطاب وتجنيد العناصر المتطرفة ومن ثم إرسالهم الى إيران عبر دولة ثالثة دون ختم جوازاتهم ويتم إدخالهم دورات تدريب عسكرية واستخبارية وسياسية  ,وبعد عودتهم الى دولهم يتم تنظيمهم بحيث يحول كل منهم إلى عنصر استخباري نشط يعمل على تجنيد العناصر لصالح إيران وإن رجال الإستخبارات المتواجدين في السفارات والممثليات والمراكز الثقافية والتجارية والمدارس والمستشفيات والنوادي والمؤسسات التابعة للنظام الإيراني في الخارج يضطلعون بدور أساسي بهذا الخصوص, أما بخصوص نقل الاسلحة إلى هذه المجاميع تحدث الأسدي عن أرصفة سرية تابعة لقوات الحرس الثوري وأجهزة الإستخبارات الإيرانية ,لا تخضع لأي إشراف من قبل الحكومة أو الجمارك الإيرانية. و تستخدم هذه الأرصفة التي تطل بعضها على الخليج لإرسال الأسلحة إلى الخلايا النائمة في الدول الخليجية.وقال ليس كل عناصر هذه الخلايا من الشيعة، لأن أجهزة الأمن والإستخبارات الإيرانية تتغلغل بأساليب بالغة التعقيد والسرية داخل التنظيمات السنية المتطرفة.
العامل السياسي المبطن بفكر ديني هادف للتوسع والانتشار:

منذ قيام الثورة الإيرانية عام 1979 وإعلان الجمهورية الإسلامية, تبنت إيران مشروع تصدير الثورة الإسلامية إلى دول المنطقة وإتجهت السياسة الإيرانية مع هذا المشروع بجدية تامة,حيث جندت كافة موارد الدولة الإقتصادية والبشرية و مفاصلها السياسية والثقافية والعسكرية لإنجاح مشروع تصدير الثورة الإسلامية,وأطلقت يد "الحرس الثوري الإيراني"المهيمن على كافة شؤون الجمهورية الإسلامية ويعتبر الحارس الأمين لإنجازات الثورة وذراعها لتصدير الثورة الإسلامية إلى الدول الإسلامية والعربية,لذا فأن الأداة الرئيسية التي إعتمدتها إيران لتحقيق أهدافها الإستراتيجية للأمبراطورية الفارسية هي غطاء الدين الإسلامي بزعامة منها من خلال تصدير ثورتها الإسلامية بنكهة فارسية وملامح توسعية إيرانية.

إحتلال إيران مصادر طاقة خارجية,وأراضي
أستيراتيجية في المنطقة:

مما لاشك في إن الطاقة البترولية تعد من أساسيات الدول الطامحة إلى بسط وتدويل نفوذها السياسي ,وعامل أساس لإستمرارية قوتها العسكرية وتوسعها الاقليمي,لذا فأن إيران وجدت ضالتها بإحتلال أراضي عربية تحضي بالثروة البترولية فضلا عن مواردها الإقتصادية الأخرى وموقعها الإستراتيجي الذي يؤهلها من توسيع ذراعها إلى دول المنطقة , فإحتلال إيران لأراضي عربية يعد المصدر الأساس لقوتها الإقتصادية و الإستراتيجية..فقد اعلنت إيران أن الأحواز ثالث أكبر منطقة صناعية بعد تبريز "
آذربايجان الجنوبية" وطهران , حيث تغطي ثروات الأحواز ما يقارب التسعين بالمائة من ميزانية إيران , وتعتبر الأحواز العربية المنطقة الزراعية الأولى لإيران , وتملك ثالث أكبر احتياطي للنفط بعد مملكة كندا والمملكة العربية السعودية , مع إمتلاكها لثاني أكبر إحتياطي للغاز الطبيعي في العالم بعد روسيا الإتحادية , وتتربع الأحواز أيضا على ثلثي المياه العذبة التي تغطي حاجة أكثر من خمسين مليون إيراني ,إضافة الى إعلان إيران الأحواز القطب الثالث إقتصاديا وصناعيا بعد طهران , بوجود ألف وتسع مائة مصنع ومنشئة كيميائية وصناعية لتصنيع الصلب والحديد , وكذلك وجود مصافي لإنتاج مشتقات النفط والغاز الطبيعي ومنشآت الطاقة الكهربائية - المائية والنفطية - وغيرها من المصانع والمنشآت الصناعية التي توظف أكثر من مليون ونصف المليون إيراني,هذا من شقها الإقتصادي فضلا عن موقعها الجغرافي المهم من خلال تشكيلها القسم الشمالي الشرقي من الوطن العربي ، وأطلالها على رأس وشرق الخليج العربي وشط العرب من خلال حدودها..إضافة إلى الجزر الاماراتية الثلاث طنب الصغرى وطنب الكبرى وأبو موسى, التي تحتلها إيران حيث تمتاز بموقعها الإستراتيجي من خلال وجودها في منطقة الخليج العربي وقربها من مضيق هرمز إضافة إلى افتراضية وجود ثروة نفطية فيها ,فضلا عن الإحتلال الأخير للجيش الإيراني لحقل الفكة النفطي جنوب العراق بلا شك يندرج ضمن إطار الإحتلال الإيراني لمصادر الطاقة البترولية حيث يقدر مخزون الآبار النفطية في الحقل بـ55.1 مليون برميل.
محمد الياسين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق