ترجمة

الخميس، 15 مارس 2012

شبابنا يٌقتلون واطفالنا ييُتمون ونساءنا يُرملون.. ونوابُنا مُترفون مُحصنون مُصفحون بنهبِ أموال العراقِ مُنغمسون هُم والحكومةِ على الشعبِ مُتأمرون

قبل اي شيئ نعزي انفسنا وابناء شعبنا العراقي شيباً وشباباً اطفالاً ونساءً ،على فجاعة الكارثة الدموية التي ضربت مدن العراق و راح ضحيتها مئات الارواح البريئة ،فندعوا الباري عز وجل ان يتغمد ارواح شهداء العراق ، كل العراق جنان الخلد وان يشافي الجرحى منهم  وان يلقي بالسكينة والصبر والسلوان في قلوب ذوي الشهداء فأنه سميع مجيب الدعوات .
لسنا بسذج او اغبياء كي نطالب برلمانيو "ايران وامريكا " الجاثمين على صدور العراقيين  بسحب الثقة عن حكومة المالكي ، اذ يبدوا ان الكل قد تأمر على العراقيين برلمانيون سياسيون وحكوميون دينيون وعلمانيون غالبية الذين انخرطوا في دهاليز العملية السياسية في العراق الامريكي الايراني الجديد ، ولسنا بسذج لتنطلي علينا اكاذيب الحكومة بالقاءها اللوم على البعث والقاعدة ، هذان "البعبعان" اللذان اختلقتهما المخابرات الامريكية  والايرانية وروج لهم ساسة العراق الجديد! .
تسعة وعشرون تفجيراً استهدفت عدداً من المدن العراقية وقلب العاصمة بغداد في غضون اربعة وعشرين ساعة راح ضحيتها  المئات بين شهيدا وجريح ، تلك الكارثة لوحدها تعد دليلا دامغا على عجز وضعف وفشل الاداء الحكومي في كافة مرافقه ان كان له اداء اساسا سوى تلفيق التهم والاعتقالات والمداهمات و"تفصيخ" البلاد وتصديرها لجارة الشر والسوء ، وتقديم ارواح العراقيين كقرابين لها . عند تشخيص من يتحمل مسؤولية الملف الامني في العراق لا نجد من نشير اليه ونحمله كامل المسؤولية سوى المالكي فهو وزير الدفاع والداخلية والامن الوطني والقائد العام للقوات المسلحة ورئيس جهاز المخابرات ، اي انه المسؤول الاول والاخير عن اي خرق امني مهما كان حجمه ، فكيف يكون الحال ونحن نتحدث عن فقدان مئات الشهداء والجرحى في هجمات فوضوية دموية اشاعت الرعب في نفوس المواطنين طالت مختلف مدن البلاد ؟!
لا تفسير للحالة الفوضوية في العراق سوى القول بأن انغماس الساسة بالصراعات فيما بينهم من اجل السلطة والنفوذ ومواقع الحكم ابعدتهم تماما عن معاناة المواطن العراقي  وعمقت الفجوة بينهم وبين المواطن واشاعت حالة من التوتر بين المواطن والمسؤول والذي اسميه           " بالطلاق " الذي وقع بين الشعب والساسة المسؤولين .
 في الوقت الذي تستمر فيه دوامة العنف والموت والدمار تحصد بارواح العراقيين  يصوت برلمان " المُترفين " بالاغلبية   على شراء 350 سيارة مصفحة للنواب بقيمة 60 مليون دولار تستقطع من اموال العراق لضمان حماية نوابنا الافاضل!! نوابنا يبحثون عن تحصين انفسهم وهم قابعون في المنطقة الخضراء المحصنة بينما شعبهم يموت فقرا وجوعا ناهيك عن ما تقوم به مفخخات الارهاب التي يصدرها اصدقاء النواب ! وولاة امورهم! .الم يكن الاجدر بهذا المجلس الفاشل العاجز ان يخصص تلك الملايين على توفير الخدمات للمواطن؟ او تحسين مفردات البطاقة التموينية؟ او شراء محطات لتوليد الكهرباء ؟ او تخصيص معونات مالية للعاطلين كسائر الدول المتحضرة ؟ام ان ارواح النواب اقدس من ارواح الشعب العراقي ؟!
تزامنت التفجيرات الدامية مع حلول الذكرى الاولى لانتفاضة الغضب التي عمت اغلب مدن البلاد ، في هذه المناسبة لا يسعني الا القول بأن العراق واهله الاصليون قد ابتلاهم الله بمجموعة لصوص يتحكمون بنا ، فعلينا ان ندرك حقيقة اننا لسنا تونس التي وقف جيشها مع الشعب لاسقاط بن علي ولسنا مصر التي ساند جيشها الشعب في ثورته ضد مبارك ولسنا ليبيا التي انتفض اهلها عن بكرة ابيهم للاطاحة بالقذافي ولسنا اليمن التي ثار شعبها ولسنا سوريا ايضا التي ثار شعبها  رغم العنف والقمع الذي مارسته عصابات الاسد والحرس الثوري الايراني وعصابات حزب الله ضد الشعب السوري الذي وجد لنفسه  ملاذا امنا وسلاحا قادرا من خلاله على التغيير بالجيش السوري الحر ، نعم هذه الحقيقة المرة ، هذا واقعنا فغالبية الجيش الحالي مجموعة من الهواة وعناصر الميليشيات والاحزاب الطائفية سنية وشيعية ، لذا فأن التغيير الحقيقي لن يأتي من خلال عملية سميت زورا وبهتانا بالسياسية صُنعت وصدرت الى العراق من دول المنشأ " ايران و امريكا" ، وانما التغيير يأتي من خلال الشعب وعلينا ان ندرك ايضا اننا في عصر الربيع فليس من المنطق والعقل ان نرضى بانصاف الحلول، وعلى التغيير ان يكون جذريا وشاملا.
محمد الياسين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق