ترجمة

الاثنين، 8 ديسمبر 2014

الحملة العربية والاقليمية لإدراج الميليشيات على القائمة الدولية للمنظمات الارهابية – رؤية عامة

الحملة العربية والاقليمية لإدراج الميليشيات على القائمة الدولية للمنظمات الارهابية – رؤية عامة
نشرت مؤخرا الدائرة المركزية للحملة العراقية لادراج الميليشيات على القائمة الدولية للمنظمات الارهابية لائحتها "السوداء" الاولية ، وضمت مجموعة كبيرة من الميليشيات والتنظيمات المسلحة المتطرفة ، أعتبرتها تشكل حالة التطرف واللااستقرار التي تعيشها المنطقة،كذلك عرضت الحملة مطالبها العامة وخطابها الشامل و أكدت في بيانها ان هذا الاعلان سيليه اعلانا بانطلاقة جديدة للحملة لتكون : الحملة العربية والاقليمية لادراج الميليشيات على القائمة الدولية للمنظمات الارهابية.
رؤيتنا طرحناها أكثر من مرة ، ان الارهاب لا يمكن ان يتجزأ بأي حال من الأحوال ، يجب التعامل مع معطياته وأسبابه ومخرجاته وتوجهاته وأهدافه كأنه جسدا واحد ، لأنه بالنتيجة يشكل خطرا حقيقيا علينا كعرب وعلى الأمن والاستقرار السلميين على المستويين الاقليمي والدولي .
 لا بد على صناع القرار في منطقتنا ان يعرفوا جيدا ان الصراع الذي نعيشه مع الارهاب والتطرف هو صراعا من اجل البقاء ، لأن وجودنا أصبح مهددا رهن الاحداث الجارية التي يساهم الارهابيون الطائفيون ومن يقف وراءهم في إعادة إنتاجها من جديد في المنطقة. كذلك ضروريا ان يصدق صناع القرار ان الارهاب والتطرف لا يواجه بالسلاح فقط و هناك ما هو أهم بكثير ، يتعلق بالأسباب الاجتماعية التي دعت الالاف الشباب للانخراط في صفوف هذا الطرف أو ذاك، حاملين السلاح من أجل إشباع غريزة الحقد الطائفية فيما بينهم بقتل كل من يجدونه أمامهم .كذلك إيجاده حواضن شعبية تستوعبئه وخطابه الطائفي.
يكمن خطر التطرف والارهاب الشيعي - السُني في خطابهم ورؤيتهم المستقبلية الخطيرة والتي أعلنوها أكثر من مرة طوال السنوات الماضية بأنهم يسعون من وراء ما يقومون به إلى إنشاء دولً سُنية – شيعية مذهبية في المنطقة ،إعادةَ رسم الخارطة الاقليمية من جديد بطريقة تخلق مشاكل عميقة معقدة جديدة وتضع لنا قنابل موقوتة للمستقبل لن نتمكن من معالجتها فيما بعد ، لأن هذا يعني ان المنطقة  إذا ما تشكلت فيها دويلات طائفية كما يريدون لها ان تكون وإعادة بناء مجتمعات جديدة ستكون معزولة ثقافيا وحضاريا وانسانيا عن شعوب العالم، فلن تهدأ ابدا و ستعيش حالة اضطراب وعدم استقرار وحروب طائفية مستمرة . طوال السنوات الماضية تغيرت فعليا الخارطة الديموغرافية والجغرافية في سوريا والعراق بتجريف مدن ومناطق كاملة بسبب القتال بين الأطراف المسلحة، كذلك عمليات ارهابية تستهدف ترويع المواطنين لابعادهم من مناطقهم للسيطرة عليها ، تهجير ملايين الناس من بلدانهم دق ناقوس الخطر ان التغيير الديموغرافي أصبح واقع حال لم يعد مجرد تكهنات وتخوفات ، لاشك اننا سنشهد تغيرات جديدة في مناطق اخرى يضربها الارهاب الطائفي وهي مهيأة لذلك كما يحدث في اليمن وليبيا.
مشروع التطرف الشيعي تقوده إيران ، يقابله مشروع التطرف السُني تقوده داعش وجماعة الأخوان المسلمين في المنطقة، وضعا معادلة واحدة بالغة الخطورة . انتجت شريحة واسعة من داخل المجتمعات العربية المختلطة مذهبيا ، انجرفت بولاءتها للمشروع الشيعي أوالمشروع السني وفقا للانتماءات المذهبية ، الشعور الوطني والانساني اصبحا مهددان. لا يمكن لدولة عربية ان تضع في حساباتها السياسية ان خطر الصراع الطائفي في المنطقة لن يطالها.
باختصار شديد ان ما يجري سينتج لنا بنهاية المطاف ، إذا ما نجح المشروعان الطائفيان الشيعي – السني ، إعادة إنتاج إستعمارا جديدا –قديما!. شديد الخطورة ، سيلغي هويتنا وتأريخنا ويضع مستقبلنا على حافة الهاوية ويخلق اجيالا من العبيد!!. كذلك سيهدد شعوب المنطقة من غير العرب ومصالح الأصدقاء الآخرين في العالم.مشروعنا هذا لم نتوجه به إلى الأنظمة العربية ، كونها لا تمتلك القوة الكافية وحدها لمواجهة هذه الموجة التي تضرب المنطقة من جهة ، ومن جهة ثانية ان بعضها نراه سببا في استمرار الصراع وليس سببا للحل. لكن في الوقت نفسه ان الأنظمة التي تلتقي مصالحها مع هذا المشروع تتحمل مسؤولية دعم القضية برمتها في المحافل الدولية وضرورة دعمها إعلامياً وسياسيا ودبلوماسيا ، لأن هدفنا بنهاية المطاف صناعة أسباب إعادة الإستقرار الامني والاجتماعي للمنطقة العربية والاقليمية. توجهنا بخطابنا إلى المجتمع الدولي لإدراج تلك التنظيمات والميليشيات المسلحة على لائحة الارهاب الدولي وفرض عقوبات على الداعمين والممولين لها ، الجزء الآخير شديد الأهمية للاشارة اليه . اهمية ادراج تلك التنظيمات وتجريمها وفرض عقوبات على الداعمين لها ، يعني خنق مموليها اقتصاديا  سواء كانوا حكومات أو جماعات ،وكذلك الملاحقات الجنائية والقانونية للمتهمين منهم بتمويل ودعم الجماعات المتطرفة الشيعية – السُنية. تجفيف مصادر الدعم والتمويل ومعاقبة الحكومات الداعمة لهذا التطرف والارهاب الذي بات يهدد العالم برمته ضرورة قصوى لا بد من تحقيقها. مشروع الحملة ليس قضية خاصة بل قضية عامة تعني كل شعوب المنطقة التي يستهدفها الارهاب دون استثناء ، ليس فقط العرب من يستهدهم الارهاب بل هناك قوميات واقليات دينية يستهدفها ايضا. لذا فأن باب الحملة مفتوحا على مصراعيه للجميع ، لأن أهم أهدافنا صناعة متغيرا جديداً في المشهد العام وتأسيس خطابا وتوجها سلميا انسانيا كعتدلا لطرح القضية من وجهة نظر بعيدة عن التخندقات الحاصلة اليوم لتكون نواة استقرار وسلام في المنطقة.

 محمد الياسين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق