ترجمة

الأحد، 9 نوفمبر 2014

جرائم داعش والحرس الثوري وجهان لإرهاب واحد!


    جرائم داعش والحرس الثوري وجهان لإرهاب واحد!

هذا هو عنوان البيان الذي أصدرته مؤخرا الحملة العراقية لإدراج الميليشيات على القائمة الدولية للمنظمات الإرهابية . نعم ، هما وجهان لإرهاب أعمى حاقد لا يمكن الفصل بينهما عند الحديث عن الإرهاب كما تتعمد بعض الأطراف الدولية والإقليمية التملص والتهرب من الحديث عن أسباب الإرهاب ودور الحرس الثوري الارهابي وفيلق القدس وجيوش الميليشيات التابعة لهما بصناعة الوجه الآخر من الارهاب . يجتزئون الإرهاب وكأن هناك إرهابا أبيض وآخر أسود ، إرهابا لطيف جميل وآخر قبيح . قلناها سابقا ونكررها بأن الإرهاب لا لون له ولا طعم ولا جنسية  ولا دين ، ثقافته الموت والدمار والخراب أينما حل وأستقر ، لا يمكن بأي حال من الأحوال المجاملة أو تزوير الحقائق أو تجميل القبائح فكل ذلك سيكون على حساب الالاف الأرواح التي تزهق في العراق وسوريا واليمن ، لذا لا ينبغي على المجتمع الدولي التخلي عن مسؤوليته في تحديد الإرهاب وإعادة تعريفه ووضعه كله بسلة واحدة بما يساهم في وضع حلول حقيقية ومعالجات فعلية ناجعة ، لا يمكن إعتبار داعش والقاعدة إرهابا ، والحرس الثوري وميليشياته فرق محبة وسلام ، لا يمكن اعتبار جرائم داعش ارهابا ، وجرائم الحرس الثوري وميليشياته دفاعا عن النفس وحق مشروع! . كما لا ينبغي على العرب التخلي عن مسؤوليتهم تجاه اشقاءهم العرب ولايجوز في نفس الوقت التملص من  المسؤولية الملقاة عليهم  بصناعة الارهاب والتطرف السُني ليس فقط بما يتعلق بالقاعدة وداعش لكن بمهادنة النظام الإيراني بالمنطقة والسكوت الغريب على توسع الأخطبوط الإيراني في كافة الدول العربية دون استثناء .اذكروا لنا من الدول العربية التي لم يصلها الايرانيين مثلا؟! لن تجد دولة عربية واحدة إلا وكان للنظام الايراني حظورا فيها بشكل مباشر أو غير مباشر ، كذلك صناعة تنظيم القاعدة ومشروع التطرف السُني الذي ساهم العرب بصناعته تمكن الايرانيين ايضا من التحالف مع جزءا منه خلال فترات زمنية متقطعة آخرها ما نعيشه اليوم في سوريا على سبيل المثال ، والمتمثل بداعش ، فما يمارسه هذا التنظيم الارهابي المتطرف يصب غالبا بمصلحة نظام الاسد واستمراره بالسلطة.

لم يعد الارهاب والتطرف الشيعي والسُني على حد سواء مجرد مخاوف وتهديدات وإحتمالات وتقديرات ، ولم يعد ذلك الإرهاب واقفا على أبواب بغداد ودمشق وصنعاء وطرابلس  وبيروت والقاهرة وغدا قد تكون عمان والرياض والبحرين والله أعلم! ، بل قد تحول هذا الإرهاب إلى واقع حال نعيشه كل يوم فقد دخل البلدان من أوسع أبوابها ، فهو اليوم لديه دولة سُنية متطرفة أسمها الدولة الاسلامية في العراق والشام منهاجها القتل والخراب والدمار والحكم بشريعة الجاهلية قبل الاسلام بل العصور الحجرية، ولديه مشروع دولة شيعية متطرفة يقودها الحرس الثوري الارهابي وجيوش الميليشيات المنتشرة داخل المدن والمناطق ومنها ما هو ينتظر لحظة التحرك داخل دول الخليج وباقي أجزاء المنطقة العربية.ومنهاجها لا يختلف بشيئ يذكر عن منهاج داعش فالقتل والخراب والدمار والحكم بشريعة العصور الحجرية سمة مشتركة بين الطرفين.

لم يعد أمامنا حزمة خيارات للتعامل مع هذا الارهاب الحاكم في أوطاننا كما في السابق ، رغم اننا لسنا أصحاب قرار بل نتوجه لأصحاب القرار ، لذا فأننا تبنينا مشروع تجريم كافة الميليشيات والتنظيمات الشيعية والسُنية المتطرفة على حد سواء وذلك عبر تدويل القضية كاملة والانتقال بها من مرحلة لاخرى ، واليوم قد بدأنا بها حملة عراقية وهدفنا ان تتحول الى مشروعا إقليميا عربيا يتوجه بخطابه الشامل الى العالم والمجتمع البشري الذي نشاطره كل شيئ سوى الامن والامان ، نشاطره الهواء والماء والطعام والتكنلوجيا لكننا لا نشاطره راحة البال والعيش بسلام وامان ، ولا نشاطره الديمقراطية والعدالة والحرية ، لذلك فقد صممنا ان نتوجه الى هذا المجتمع العالمي الكبير لتجريم كل متطرف عاث في الارض فسادا واجراما وقتلا وتدميرا في اوطاننا.

محمد الياسين


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق