ترجمة

الاثنين، 14 مايو 2012

المناكفة والاستفزاز السياسي في العراق!

تأتي جولات رئيس حكومة " الأزمات " السيد نوري المالكي بعقد مجلس الوزراء في محافظة كركوك وقبل ذلك في البصرة ، بالتزامن مع خوضه حربا سياسية ضد خصومه التقليدين في " القائمة العراقية " وحلفاءه سابقا في" التحالف الكردستاني " ، لاضهار قوة حكومته وثباته شخصيا بإدارة الأزمة ، رغم مقاطعة وزراء التحالف الكردستاني لاجتماع كركوك ، وتصريح علي الدباغ الناطق بأسم الحكومة بقوله : ان اجتماع كركوك ذات طابعا سياسيا ، ومقاطعة وزراء التحالف الكردستاني لم يكن موفقا وكان عليهم الحضور" . وحديث المالكي أثناء عقد الاجتماع حمل كثير من الايحاءات الواضحة بإستفزاز ومناكفة الساسة الكرد وخاصة السيد مسعود البرزاني  الذي خرج للمرة الاولى عن مربع مهادنة و مسايسة حكومة المركز بإتجاه تصعيد الأزمة ومواجهة المالكي ، وتلويحه بخيار سحب الثقة عن الحكومة أو الاطاحة بها بشكل أو بأخر .
إستضافة إقليم كردستان وخاصة السيد البرزاني لنائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي " المُطارد " قضائياً من قبل حكومة المركز ، يأتي في سياق الفعل ورد الفعل بمناكفة الكُرد للمالكي ، والزيارات الرسمية التي قام بها البرزاني مؤخرا للدول العربية وتحديداً دول الخليج " المتأزمة علاقاتها مع حكومة المالكي " ولقاء قادتها لمناقشة الازمة السياسية  واشارة البرزاني صريحة برفض الكُرد وتخوفهم من عودة الدكتاتورية والاستفراد بالسلطة في العراق حملت كثير من رسائل الانزعاج والتهديد للمالكي .
تداعيات استمرار حكومة المالكي بخلق الازمات وادمتها عبر التصعيد السياسي والامني و الاعلامي إتجاه الاطراف الاخرى بدأ يصل الى داخل مكونات التحالف الوطني الذي لاشك في ان استمرار المالكي بممارساته الاستفزازية  المتكررة واستفراده بالسلطة لن يبقيه متماسكاً ، خاصة و المتتبع لسياسات المالكي يجد انها تصب باتجاه اقامة سلطة بوليسية بإمتياز ومطلقة الولاء لشخصه ، كما ان استمراره بفتح جبهات الصراع والصدام السياسي داخليا و خارجيا على مصراعيها تضعف من جدوى فرضيات الحلول وتدفع بإتجاه اكثر لاقلمة وتدويل الازمة السياسية في العراق ، التي يبدوا من ملامحها انها دخلت النفق المظلم دون عودة .
   محمد الياسين   

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق