ترجمة

الجمعة، 19 يونيو 2015

وليام نصار .. والانتصار على الاغتيال المعنوي

الشيوعية فكرا قبل أن تكون إنتماءا "رقميا" كما الحال بالنسبة للأحزاب القومية والايدلوجية الاخرى.... في عالمنا العربي أغلب الأحزاب الايدلوجية تبحث عن الأرقام التي تتفاخر بها ...قطيع من البشر يستخدمونهم عند الحاجة أما للسب والشتم وأما لاعمال "بلطجة وتشبيح " لا تليق بأحزاب لها باع طويل في تشكيل جزءا رئيسيا من خارطة الاحداث العربية ...
نشر نصار تسجيلاً حاكم به نفسه حزبيا في الدرجة الأولى كعضوا شيوعياً ملتزما بنظام حزبه في لبنان .... وبادر إلى فصل نفسه من الحزب الشيوعي اللبناني بعد تاريخ طويل وغني، رغم أن ما اقترفه نصار لا يستوجب ذلك، مع وجود الأدلة والبراهين التي أرغمته على اقتراف "ذنب" إعلان موته.
وليام نصار وجد في محاكمته التي أقرها بنفسه طوق نجاة لم يقدمه له المقربون ....أما الذين  كان في يوم من الأيام ركنا من منظومتهم، حاولوا ابتزازه سياسيا وشخصيا، كي يعيدوه إلى الحياة كما فعلوا أثناء مرضه هم "وأعدائهم"،  إلا أنه فاجأهم بأعلان موته  ظانا أنه يفي بالتزامه الأخلاقي والوطني على حساب مصلحته الشخصية.
وفي التسجيل الصوتي، أيضا، يحاكم نصار نفسه سياسياً، ولا يبوح بكل ما لديه رغم كثرتها. ويقيني أني أعرف ومتأكد أن لديه الكثير ليقوله، بحكم علاقتي الوطيدة به، لكنه يأبى الحديث ويغير وجهته كلما سألته عن أمر.
وليام نصار .....الجديد بمواقفه السياسية ......والمناضل الذي لم يغادر ساحات الكفاح الفكري والسياسي ....والفارس الذي لم يترجل عن فرسه ...لكنه صحح مساره الانساني والسياسي ليكون عونا للمظلوم "الحقيقي" على الظالم. ....
أدرك وليام نصار مبكرا أن تورط حزب الله في الوحل السوري والعراقي لن يجلب سوى الخراب، وحاول إيصال كلمته، لكنها اصطدمت بحائط النشوة التي كان غارقا بها حزب الله. وأنا شاهد على مكالمته مع إحدى السيدات قبل تورط حزب الله في مستنقع الدم السوري بأكثر من ستة أشهر، والطلب منها نقل جديث له مع أحد الصحافيين الفرنسيين حيث قال له: " الكل يراهن على دخول حزب الله في المعركة الدائرة في سوريا إلى جانب النظام، وتورطه هذا سيكون نهاية أسطورته وفقدان مصداقيته". وأغلب ظني أن تلك السيدة كانت تدعي أنها من حزب الله إلا أنها في الحقيقة والواقع ومن خلال متابعتي بين الفينة والأخرى لصفحتها على مواقع التواصل الاجتماعي، أرجح بأنها ليست سوى مخبر صغير للنظام السوري وأجهزته، وقد نبهت صديقي وليام إلى هذه المسألة، لكنه رفض الاصغاء.
النظام الايراني كما إسرائيل وراعيها الولايات المتجدة الأمريكية، أوصل العرب إلى طريق مسدود، وضع أوطاننا على كفِ عفريت ....فرق بين الأخوة وأبناء الوطن الواحد، وحول مقاومة حزب الله ضد إسرائيل إلى ميليشيا من الشبيحة تدافع عن شخص، ويا ليتها كانت تدافع عن نظام ..
وليام نصار لم يغادر ساحة الفن الهادف والعمل السياسي ....وإنما صحح مساره ووجه سهامه للعدو الحقيقي للعرب والانسانية..."الموت في سبيل لا شيء" .. و "خوض حروب في سبيل الغير وبالنيابة عن الغير" ...
حتى في قناعاته الجديدة، والتي تطورت لديه بعد زيارته لفلسطين وإسرائيل، يبقى وليام نصار متفردا في طرحه ونظرته ثاقبة وصحيحة فيما يتعلق بالصراع العربي الاسرائيلي. فالسلام والتعايش بالنسبة لوليام نصار مع دولة إسرائيل هما معركة وجود أيضا، وفي قناعاته الجديدة يؤمن وليام نصار بأن السلاح والحروب لن تنهك إسرائيل ولن تنهي وجودها، بل السلام هو الأخطر على هذا الكيان لما يحمله من تطوير للقدرات العربية علميا وثقافيا وإجتماعيا وممارسة ديمقراطية.
وليام نصار حاكم نفسه سياسيا وإنسانيا بالفصل من الحزب الشيوعي اللبناني إيمانا منه بأن زملاءه وأحبائه السابقين لم يقفوا معه في محنته التي يواجهها والتي خرج منها بأقل الخسائر على الصعيد الشخصي، وبأغلاها على من كان يوما ما رمزا من رموزهم.
بسبب مواقفه السياسية الراسخة الجديدة .. وجد في قرار فصل نفسه من الحزب الشيوعي اللبناني، وسيلة لاخراج حزبه من الاحراج الذي أوقعه به مرغما، وللشروع في بداية جديدة ومرحلة جديدة في حياته الفنية الهادفة ومواقفه السياسية والانسانية.

كلمة أخيرة أنهي بها مقالتي هذه:
على مدار تسعة عشر عاما، خاض وليام نصار حروبا قانونية وسياسية مع داعمي إسرائيل بسبب إلمامه في كيفية التعاطي مع ملف الأسرى في السجون الاسرائيلية .. ونجاحه مع فريق عمله من المتطوعين بالافراج عن العديد منهم .. إلا أن تلك الحروب لم تخاض بمعزل عن الأخلاق والقيم والقانون.
أقول ذلك لمقارنتي بين رفاق وليام نصار سابقا من "قوى الممانعة" وافتقادهم للعامل الأخلاقي والانساني في الاختلاف السياسي .. وبين عدو تلك الممانعة التي كانت تحترم عناده وحرفيته في معاداتهم.
إسرائيل وأصدقاؤها في الولايات المتحدة الامريكية وكندا وأوروبا، لم يستطيعوا إيقاف نشطاء أولاد البلد عن النضال السلمي من أجل قضية فلسطين والأسرى ... غير أن المفارقة المضحكة أن من ينادون بالعداء المطلق لاسرائيل وجنس اليهود هم من كان لهم الفضل في قتل تلك التجربة الفريدة.

------------------
محمد الياسين

الثلاثاء، 16 يونيو 2015

مقارنات بين الأنظمة الملكية والجمهورية... الأردن والعراق وسوريا أنموذجا!!!!

كثيرة هي الأسباب التي تجعلني أتمسك بقوة بإعتقادي ان النظام الأصلح للدولة هو الملكي ليس الجمهوري في ( عالمنا العربي تحديدا)...الأنظمة الملكية أثبتت أنها قادرة على الإستمرار بخطى تصاعدية تنموية إيجابية لشعوبها ومجتمعاتها ..
المملكة الاردنية الهاشمية- المملكة البحرينية - سلطنة عُمان – المملكة العربية السعودية، أمثلة نراها عندما نزور تلك الدول. النموذج الأردني الذي إخترته لأسباب أساسية مثال صارخ لا يُمكن إنكاره لمن زار الاردن أو عاش فيها فسرعان ما يرى حجم التطور العمراني والإداري والخدمي الذي وصلت أليه المملكة رغم قلة مواردها  لكنها تمكنت من تحقيق قفزات نوعية على طريق الاقتصاد والاعلام وحرية الرأي والتعبير والتعليم والصحة والخدمات الحياتية التي يتلقاها المواطن الاردني والمقيم أو الزائر للمملكة. ناهيك عن الصورة والسمعة الايجابية التي قدمها الاردن لشعوب العالم عن الاردنيين والعرب عامة .  الاردن لا يندرج تحت موارده الرئيسية " البترول" الذي بفضله تحققت قفزات دول الخليج النوعية ، وهذا يحسب للأردن لما وصلت أليه مقارنة بالدول المجاورة بما فيها بلدي العراق الذي يعتمد إقتصاده على البترول بشكل رئيسي في أسوء الظروف ،رغم إمتلاكه موارد زراعية ومائية كبيرة لم يتم إستثمارها بشكل إيجابي طوال عقود طويلة .  كما يفترض به ان يكون قد حقق  قفزات نوعية بفضل هذا المورد سريع الربح والتنمية لولا الثورات والحروب التي أطاحت بالدولة العراقية وفككت المجتمع.
من الطبيعي جدا ان تحقق الدولة الغنية "بتروليا" قفزات في مستوى البناء العمراني والتطور التكنولوجي "الاستهلاكي" وتقديم مستوى معيشة عال لمواطنيها ، هذا على أقل تقدير!. بينما المملكة الاردنية رغم قلة مواردها الرئيسية فقد حققت الكثير من الانجازات النوعية رفعت مستوى الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية لمستويات عالية.
الاردن حقق قفزات نوعية ايضا بجلب الاستثمارات الاجنبية للبلاد ، فحققت فورة حقيقية في الحياة الاجتماعية والاقتصادية للبلاد .... والرائع تنوع القطاع الاقتصادي الاجنبي في المملكة ...ساهم جدياً بإيجاد فرص عمل كبيرة ومتنوعة  ..بمفهوم إقتصادي أصح أنها خففت العبء على القطاع الحكومي في ملف التوظيف وحجمت مستوى البطالة في البلاد.
الجانب السياحي أكتسب أهمية كبيرة في الاردن خاصة في السنوات القليلة الاخيرة ... رغم أن الاردن طبيعيا ليس مثل لبنان لكنه حقق جذب سياحي كبير فاق لبنان في كثير من المرات لأسباب عديدة في المقدمة منها الوضع الامني المستتب وسيادة القانون. لو وضعنا مقارنة بسيطة بين الاردن "الملكية" وسوريا الجارة "الجمهورية"... لوجدنا ببساطة شديدة ان سوريا تتمتع بثروات أكثر وطبيعة لم تأخذ حقها بسبب الاهمال الحكومي والاعتماد على إبراز الجانب الترفيهي الليلي للبلاد فقط على حساب جوانب ومعالم سياحية أهم .. ثم ضاعت سوريا لأسباب سياسية أصلها "الجمهورية" . فلو كانت نظاما ملكيا لكانت دولة مستقرة متطورة نامية .
أكثر ما يحسب للأردن سياسيا وامنيا واقتصاديا في ضل الظروف القاهرة التي نعيشها كعرب اليوم أن البلاد تمكنت من الصمود والثبات "امنيا" رغم الحريق المُشتعل في دول الجوار الاردني ( العراق ، سوريا ، فلسطين ).... لو لم يكن الاردن الملكي بلدا مستتبا امنيا ويسوده القانون لما تمكن من الحفاظ بتوازن وثبات على الاستقرار الاقتصادي " جانب الاستثمار الاجنبي" والاستقرار الأمني العام.
أنا شخصيا أجد نفسي دائم المقارنة بين النموذج الاردني "الملكي" وبين النماذج الجمهورية العربية ... فالنموذج الاردني يحسب له جانب التنمية والتطوير رغم امكانياته البسيطة. ...أما من يتحدث عن "نظرية المؤامرة" والسلام مع إسرائيل ... أقول لهم حكموا عقولكم قبل ان تطلقوا هكذا كلام ..فهذه سوريا على تماس مباشر أكثر من الاردن مع اسرائيل والجولان لا يزال تحت قبضة الاسرائيليين وفي عالم علاقات ما خلف الكواليس " المخابرات " لا شك ان هناك تواصلا وثيقا بين الجانبين السوري والاسرائيلي بشكل أو بأخر ......محال ان لا يكون ذلك ، لكنه بالتأكيد لن يخرج للعلن ،،،رغم ذلك انهارت الدولة السورية كون ان بناءها السياسي والاجتماعي للدولة كان خاطئا " نظاما جمهوريا" .وهذه مصر الذي تنعم بسلام طويل مع إسرائيل هي أيضا إذا أردنا أن نركن الأمر للسلام مع إسرائيل ونظرية المؤامرة ، فقد أنهار النظام فيها وتدخل الجيش أكثر من ذي مرة لملافاة الانهيار والفوضى التي عمت الشارع المصري والانهيار الاقتصادي الذي لحق بالدولة المصرية ومجتمعها. وبلدي العراق ايضا ، لولا الثورة التي قلبته رأسا على عقب في عام 1958 لكان العراق نظاما ملكيا الى يومنا هذا ......ولكان في مصافي الدول المتقدمة عالميا وليس اقليميا فحسب. لان القفزات التي حققها أيام الملكية في جانب الخدمات والتعليم والعمران لا ينكرها من عاش الزمن ذاك. فما بالكم لو كان باق الى يومنا هذا ؟!!!.... والعكس كل العكس ما حدث بعد ثورة 1958 التي بدأت بمجزرة طالت العائلة الملكية الهاشمية "رحمهم الله وطيب ثراهم الشريف" ولم تتوقف المجازر والانقلابات العسكرية من ذلك الوقت وأعقبتها حروب حطمت الدولة العراقية واستنزفتها ماليا وبشريا وفكريا...ووضعت المنطقة العربية على كف عفريت!!.
فمن يحدثنا ان ثورة 1958 حررت العراق من العبودية للأجنبي!!!....فليحدثنا  أيضا عما خلفته تلك الثورة من مجازر!!!...وما آلت أليه البلاد بعد ذلك؟!!! .... حروب وثورات ومجازر وحصار وفقر راح ضحيتها الملايين من أبناء الوطن الواحد!!!؟؟؟...وليحدثنا ايضا عن شكل العبودية التي كان عليها العراق في زمن الملكية!!!! وشكل العبودية الحقيقية التي صار عليها العراق اليوم!!!!!.
نعم....الإطاحة بالملكية....أنها الجريمة العظمى التي نحاسب عليها " إلاهياً " إلى يومنا هذا ....والعودة لملكية دستورية هي خيار العراقيين الوحيد لانقاذهم من الفوضى والخراب التي جعلت العراق محكوما من داعش وإيران وعصاباتهما الاجرامية!!!.
محمد الياسين    

الجمعة، 5 يونيو 2015

وليام نصار ...الإغتيال المعنوي!!


ليس عيبً أن ندعي الموت ونحن أحياء! ليس عيبً أن يلقي المرء كذبة تكون بمثابة طوق نجاة من إغتيال محتم! على أيدي من لا يريدون للحق أنصاراً!! أولئك الذين يريدون للظلام أن يبقى وللنور أن ينطفأ!! متاجرة بالدين والإنسان!. جميلٌ أن يكون بيننا من يسعى للسلام والمحبة بفن أو شعرا ، أغنية  أو حتى بكلمة! وسط دماراً ساقه ألينا المتطرفين المتاجرين بدماء شبابنا وحرية مجتمعاتنا! وسلامة أوطاننا!. ليس خزي ولا عار أن يُخدع المرء بآخرين لكن الخزي والعار ان تنكشف حقيقتهم أليه ويبقى على دربهم السيئ!. وأي آخرين وأي درب أسوء من أولئك الذين أتخذوا من الدين أداة ووسيلة لتحقيق غاياتهم السياسية مختبأين تحت عباءة الدين والقومية العربية ومقاومة إسرائيل!.
أن ما تعرض له المؤلف الموسيقي والناشط السياسي الكندي من أصل عربي لبناني وليم نصار من تهديدات وحرب نفسيه وضغوطات كافية ان تقدم لنا حقيقة جديدة عن سلوك خالٍ من الاخلاق لعصابة شبيحة النظام السوري ومرتزقته من حركة أمل الاسلامية وغيرهم،  أضاف دليل آخر للحالة الهيستيرية التي يعيشها معسكر " الممانعة" الزائف!. بعد أن خاض معركة أستنزفته بشريا وسياسيا وعسكريا وإقتصاديا . معسكراً ظلاميا أدخل المنطقة العربية غياهب مظلمة لا بصيص أمل فيها يلوح في الأفق القريب!. حربا إقليمية طائفية مدمرة سعى أليها النظام الإيراني وحلفاءه بقوة حتى صار الحال على ما هو عليه اليوم!.
 وليم نصار .... عرف سابقا بمواقفه المؤيدة لمعسكر الممانعة وأن النظام البعثي السوري نظاما قوميا عربيا! و إيران دولة حليفة صديقة للعرب ومناصرة لقضاياهم المركزية! وكان نصار بطلاً قومياً في نظرهم! فهو الفنان والموسيقار الذي ترك بصمة جميلة في عالم الفن العربي والشيوعي الذي يفخر بإنتماءه السياسي ومواقفه التي لا يجرء أحد على اتخاذها ويورط أحزابا سياسية بها دون أن يعاتبه أحد، بل ويثبت أنه على حق في أي موقف أو تغير سياسي يتخذه.

لكن الرجل الذي ناصرهم سابقا لم يحتمل صدمة البراميل المتفجرة التي تلقى على الاطفال والنساء والشيوخ لا تفرق بين المقاتلين والمدنين و أصبحت ميزة من ميزات النظام الدموي السوري!. فقدم أغنيتين لحلب وحمص ...
ولم يحتمل ان يرى حزب الله يتحول لعصابة مجرمين يقتلون بالشعب السوري دفاعا عن نظامه السادي ، لم يحتمل ايضا مواقف الحزب التي لم تترك مجالا للشك بأنه ذراعا لإيران في لبنان والمنطقة وتصريحات أحد قادته التي أنتقص فيها من السيادة اللبنانية لصالح النظام الإيراني!.

لقد آذاهم وليم نصار أكثر ما آذاهم بأإغنيته عن حصار مخيم اليرموك، ليثبت أن الشعب الفلسطيني حتى وإن أخطأ يبقى هو الأولوية:
يللي بخندق عم بتداوم \ ومجوعني باسم الدين \ يللي باسمي عم بتقاوم \ ضب سلاحك لفلسطين \ نحنا ما تعودنا نركع \ من اليرموك الشمس بتطلع.
 إن مواقف وليم نصار السياسية التي تبدلت حيال هذا المعسكر " الممانع"!! كانت السبب الرئيسي لسلسلة من التهديدات التي تعرض لها من قبل أنصار النظام السوري وأنصار ومؤيدي حركة أمل الاسلامية، كذلك لحملة من التشهير والتسقيط التي مورست بحقه من قبلهم!.  فخسارتهم لنصار سياسيا واجتماعيا كانت فادحة لا شك ، كونه شخصية فنية وسياسية بتأريخ طويل ،خروجه من صفهم يعني انهم بدأو يخسرون حلفاء ومناصرين لهم ثقلهم الاجتماعي والسياسي .

ولم تتوقف حربهم الشعواء عند هذا الحد! حيث حاولوا عبر طرق وأساليب خبيثة احداث مشاكل قانونية لنصار في البلد الاجنبي الذي يعيش فيه ويحمل جنسيته منذ الولادة! من خلال تسريب صور له أثناء زيارته لفلسطين للقاء زوجته، وصورا أخرى له في مناسبات إجتماعية تجمعه مع أناس غير مرغوب بهم في دول الغرب، بالاضافة لتسريبهم لقاءات تلفزيونية معه على فضائيات مانعة ممنوع على المواطن الكندي التعامل معها ...  .كل ذلك جرى خلال فترة علاجه من السرطان في المستشفى!. تلقى خلال هذه الفترة العديد من رسائل التهديد فما كان به وهو في هذه الحالة المرضية السيئة إلا ان يلجأ لخيار إعلان وفاته ظنا منه بأن يسلم من ملاحقاتهم المتكررة له، ومن المسائلة القانونية التي تعرض لها من قبل السلطات الكندية.

 بعد ان تحسنت حالته الصحية والنفسية عقد نصار مؤتمراً صحفيا أعتذر خلاله من جمهوره الكندي، وليس الجمهور اللبناني والعربي، عن إعلان خبر وفاته!! دون ان يلقي جميع الأسباب التي أدت به لهذا الاعلان!!.فقد شكل أعلانه هذا صدمة موجعة لتيار " الممانعة"!! فصاروا يمارسون عليه المزيد من الضغوطات والتهديدات لإبقاءه ميتاً في نظر الناس ومحبيه!.لا يريدون لمواقف نصار السياسية الجديدة ان ترى النور!!، فهم يريدون موته وهو حياً! وهذا قمة السادية والخبث فأصرارهم على موته جسدا أو فكرا او معنويا صفه لا يحملها النبلاء ولا من هم أدنى منزلة منهم وإنما يحملها المجرمون الساديون فكرا واخلاقا!!.

وليم نصار، العضو العربي الوحيد في جمعية المؤلفين الموسيقيين المحترفين في أمريكا الشمالية، والموسيقي العربي الوحيد الذي يتمتع بجمهور أجنبي ... كسر حاجز الخوف وعاد ... ليقدم موسيقاه وأغنياته ومواقفه السياسية من أجل سلام عادل، ومن أجل قضايا محقة.
محمد الياسين